الناس (١) ، محسورا : عاريا (٢) ، حيث الإفراط والتفريط يحسرانك تعريا عن راحة الحياة ، وتحسرا عليها ، وانه كذلك تهلكة وتضيق في الحياة لا يدعك ان تتحرك فيها.
فآية الغل البسط ترسم البخل يدا مغلولة الى العنق لا تعطي شيئا والإسراف والتبذير يدا مبسوطة كل البسط لا تمسك شيئا ، وترسمهما معا قعودا كقعدة الملوم المحسور ، كما أية التهلكة يجعلهما فيها جميعا.
__________________
(١) الدر المنثور ٤ : ١٧٨٠ ـ اخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن يسار بن الحكم قال أتى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بزّ من العراق وكان معطاء كريما فقسمه بين الناس فبلغ ذلك قوما من العرب فقالوا نأتي النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فنسأله فوجدوه قد فرغ منه فأنزل الله هذه الآية.
وفي تفسير البرهان ٢ : ٤١٧ الكافي عن علي بن ابراهيم القمي عن هارون بن مسلّم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال : علّم الله عز وجل اسمه نبيه كيف ينفق وذلك انه كانت عنده أوقية من الذهب فكره ان تبيت عنده فتصدق بها فأصبح وليس عنده شيء وجاء من يسأله فلم يكن عنده ما يعطيه فلامه السائل واغتم هو حيثما لم يكن عنده شيء وكان رحيما رقيقا فأدب الله عز وجل نبيّه بامره فقال : ولا تجعل ... يقول : ان الناس قد يسألونك ولا يعذرونك فإذا أعطيت جميع ما عندك من المال قد كنت حسرت من المال.
(٢) الدر المنثور ٤ : ١٧٨ ـ اخرج ابن أبي حاتم عن المنهال بن عمرو قال بعثت امرأة الى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بابنها فقالت له اكسني ثوبا فقال ما عندي شيء فقالت : ارجع اليه فقل له اكسني قميصك فرجع اليه فنزع قميصه فأعطاه إياه فنزلت الآية وفيه اخرج ابن جرير عن ابن مسعود وذكر مثله وفي آخره فخلع قميصه فدفعه اليه فجلس في البيت حاسرا فأنزل الله هذه الآية ورواه مثله في الكافي عن أبي عبد الله (عليه السلام) (نور الثقلين ٣ : ١٥٨) وفي تفسير علي ابن ابراهيم عن الصادق. (عليه السلام) قال : المحسور العريان ، وفي تفسير البرهان ٢ : ٤١٧ يروي مثله عن ابن شهر آشوب باضافة هي «وبقي في داره عريانا على حصيرة إذ أتاه بلال وقال : يا رسول الله الصلاة فنزلت الآية وأتاه بحلة فردوسية.