فليست التهلكة واللوم والحسرة في بسط اليد فقط ، فانها في غلها اكثر وأبسط ، وخير الأمور هو الوسط.
فالبخل عن الإنفاق لوم وحسر وتهلكة في الدنيا والآخرة ، والإنفاق في بسط كل البسط إذا كان في طاعة الله قد لا يحمل حسرا وحسرة ولوما وتهلكة في الآخرة ، وانما قعدة الحياة الدنيا هكذا وقد تتخطى الى الآخرة إذا أضرت بها ، كمن ينفق بلغته في غير الواجب ، فلا ينفق على واجبي النفقة إذ لم يبق عنده ما ينفق فيقعد ملوما محسورا.
والحسير هو الدابة التي تعجز عن المسير فتقف ضعفا وعجزا ، كذلك البخيل يحسره بخله فيقف ، يوقفه المحاويج عن كل حراك كما نراه منهم وجاه الأغنياء البخلاء ، وهذه تهلكتهم من الشيوعية التي هي وليدة البخل والإجحاف بحق المحاويج.
كذلك ويحسر المسرف في إنفاقه لحد لا يبقى لحاجته الضرورية شيء فيصبح فقيرا (١) قتيرا (٢).
واما ان تنفق في واجبات معينة ام في مستحبات لحد تبقى لنفسك وذويك بلغة ، فإنفاقك إذا وسط وعفو ، أن تنفق الزائد عن الضرورة وقد يجب في الحالات الاستثنائية.
لا تفتكر أنك إذا لم تنفق كل ما عندك فما ذا يصنع من قتر عليه رزقه وقدر ، ف (إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ) ثم يأمر من بسط في
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ١٥٧ ح ١٧٥ ـ الكافي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : الإحسار الفاقة.
(٢) المصدر ح ١٨١ عن محمد بن يزيد عن أبي عبد الله قال : الإحسار الإقتار.