السماوات هنا هي الأجواء السبعة بما فيها ومن فيها ، والأرض هي الأرضون السبع : (وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ ...) (٦٥ : ١٢) حيث الآية تستعرض الكون كله أيا كان (وَمَنْ فِيهِنَّ) تعم عامة العقلاء في السماوات والأرضين من ملك أو إنس وجان أيا كانوا وإيان (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ) تستغرق كل شيء دون إبقاء لشيء ، انها تسبح بحمده (وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ...).
و «هم» في «تسبيحهم» راجع إلى كل شيء لمكان الاستغراق لكل شيء في التسبيح بالحمد و (لكِنْ لا تَفْقَهُونَ) حيث يتطلب شعورا وإدراكا نحن لا نفقهه في كل شيء فالأشياء تعرف ربها فتسبحه بحمده ، لا فحسب العقلاء من ملك وانسان وجان ، بل والحيوان : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللهُ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ) (٢٤ : ٤١) (وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ) (٣٨ : ١٨) ف «صوت الديك صلاته وضربه بجناحيه سجوده وركوعه ::» (١) ف «لا تضربوا وجوه الدواب فان كل شيء يسبح بحمده» (٢) و «لا تتخذوها ـ الدواب ـ كراسي لأحاديثكم في الطرق والأسواق فرب مركوبة خير من راكبها واكثر ذكرا لله منه»(٣).
فكل صنف من صنوف الدواب والطير امة تسبح حتى النمل (٤) وصوت
__________________
(١) الدر المنثور ٤ : ١٨٣ ـ اخرج ابن مردويه ابو نعيم في فضائل الذكر عن عائشة ان رسول الله (ص) قال : صوت ... وركوعه ثم تلا هذه الآية : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ ...).
(٢). المصدر اخرج ابو الشيخ في العظمة وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال ، قال رسول الله (ص) ...
(٣) المصدر اخرج احمد عن معاذ بن انس عن رسول الله (ص) انه مر على قوم وهم وقوف على دواب لهم ورواحل فقال : اركبوها سالمة ودعوها سالمة ولا تتخذوها كراسي.
(٤) المصدر اخرج ابن مردويه عن أبي هريرة ان رسول الله (ص) قال : ان النمل ـ