تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) ... ومن تسبيحهم «سبحان الله وبحمده» (١).
وترى إن كون الأشياء مسبحة عن علم على ان جماداتها أموات غير احياء هلّا يمنع من الاستدلال على حياته تعالى بعلمه؟ .. كلّا حيث الحياة لزام العلم ولكل شيء حياة حسبه ، والله محيي الأشياء الأحياء ، حي بغير حياتهم «باين عن خلقه وخلقه باين عنه».
هذا هو الكون كله يسبح الله بحمده ولكن الإنسان خان هذه الامانة الكبرى ، طاعته وعبادته (إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً).
(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً. لِيُعَذِّبَ اللهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ وَيَتُوبَ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) (٣٣ : ٧٢).
هذا العرض تكويني تبيانا لكيان الكون اجمع من حيث الطاعة والعصيان وعصيان الإنسان دون الكون اجمع.
والامانة واجبها الأداء الى أهلها ما دامت امانة لدى غير أهلها ، فإذا حملت تحققت الخيانة ، سواء نوى ألا يؤديها منذ أخذها ، ام لم يؤدها عمليا ، فمن الأمانة الفطرة والعقل حيث يحملان التكليف أمام الله ، ولكنما الإنسان يخون الفطرة والعقل رسولي الباطن ، ويخون سائر الرسل حيث يعصى ربه.
__________________
ـ فقال : نعم ، اما سمعت خشب البيت كيف ينقض؟ وذلك تسبيحه فسبحان الله على كل حال.
(١) الدر المنثور ٤ : ١٨٣ ـ اخرج احمد وابن مردويه عن ابن عمران النبي (ص) قال : ان نوحا لما حضرته الوفاة قال لابنيه : آمركما بسبحان الله وبحمده فانها صلاة كل شيء وبها يرزق كل شيء.