إن (حِجاباً مَسْتُوراً) هو المستور عن الأنظار الكافرة ، ثم لا حجاب لمن سواها ، فهو ساتر مستور كالحجر المحجور بين بحري العذب والمالح : (وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً) (٢٥ : ٥٣).
ان القرآن يكشف عن حجب المؤمنين وهو حجاب على الكافرين ، كما يجعل بينه وبينه حجابا مستورا ، وهو حرز يحترز به من يعتمده ويقرأه مؤمنا او يكتبه وكما في سلسلة الذهب الجعفري عن امير المؤمنين علي (عليه السلام) (١) :
وترى ما هو ذكر الرب وحده في القرآن إذ كانوا يولون على أدبارهم نفورا؟ إنه كلمة التوحيد؟ وانه البسملة حيث كان الرسول (صلّى الله
__________________
(١) الدر المنثور ٤ : ١٨٦ ـ اخرج ابن عساكر وولده القائم في كتاب آيات الحرز عن العباس بن محمد المنقري عنه قال ، قدم حسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه المدينة حاجا فاحتجنا الى ان نوجه رسولا وكان في الخوف فأبى الرسول أن يخرج وخاف على نفسه من الطريق فقال الحسين (رض) انا اكتب لك رقعة فيها حرز لن يضرك شيء ان شاء الله تعالى فكتب له رقعة وجعلها الرسول في صورته فذهب الرسول فلم يلبث ان جاء سالما فقال مررت بالأعراب يمينا وشمالا فما هيجني منهم احد والحرز عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن حده عن علي بن أبي طالب وان هذا الحرز كان الأنبياء يتحرزون به من الفراعنة بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. قال اخسئوا فيها ولا تكلمون اني أعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا ، أخذت بسمع الله وبصره وقوته على أسماعكم وابصاركم وقوتكم ، يا معشر الجن والانس والشياطين والاعراب والسباع والهوام واللصوص مما يخاف ويحذر فلان بن فلان سترت بينه وبينكم بستر النبوة التي استتروا بها من سطوات الفراعنة جبرائيل عن ايمانكم وميكائيل عن شمالكم ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم إمامكم والله سبحانه وتعالى من فوقكم يمنعكم من فلان بن فلان في نفسه وولده واهله وشعره وبشره وماله وما عليه وما معه وما تحته وما فوقه (وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ) الآية الى (نُفُوراً). وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا».