عليه وآله وسلّم) يجهر بها كما عنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة من عترته (عليهم السّلام) (١).
فذكر الرب وحده دون سواه يعم كلمة التوحيد حيث تنفي من سواه وسائر ذكره في بسملة وسواها حيث لا يقرن به سواه.
__________________
(١) الدر المنثور ٤ : ١٨٧ ـ اخرج البخاري في تاريخه عن أبي جعفر محمد بن علي انه قال : لم كتمتم بسم الله الرحمن الرحيم فنعم الاسم والله كتموا فإن رسول الله (ص) كان إذا دخل منزله اجتمعت عليه قريش فيجهر بسم الله الرحمن الرحيم ويرفع صوته بها فتولى قريش فرارا فأنزل الله (وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً) أقول ورواه مثله في روضة الكافي بسنده عن أبي عبد الله (ع) وفي المجمع قال رسول الله (ص) ان الله من عليّ بفاتحة الكتاب فيها من كنز الجنة بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الآية التي يقول الله تعالى (وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ ..) ورواه مثله القمي عن أبي عبد الله (ع).
والعياشي عن زيد بن علي قال : دخلت على علي بن جعفر فذكر بسم الله الرحمن الرحيم» فقال : تدري ما نزل في بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ؟ فقلت : لا ـ فقال : ان رسول الله (ص) كان احسن الناس صوتا وكان يصلي بفناء الكعبة فرفع صوته وكان عتبة بن ربيعة وشبية بن ربيعة وابو جهل بن هشام وجماعة منهم يستمعون قرائته قال : وكان يكثر ترداد بسم الله الرحمن الرحيم فيرفع بها صوته قال : فيقولون ان محمد ليردد اسم ربه تردادا انه ليحبه فيأمرون من يقوم فيتسمع عليه ويقولون : إذا جاءت بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فأعلمنا حتى نقوم فنسمع قرائته فأنزل الله (وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ ..» بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً.)
وفيه عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله (ع) قال : كان رسول الله (ص) إذا صلّى بالناس جهر ببسم الله الرحمن الرحيم فتخلف من خلفه من المنافقين عن الصفوف فإذا جازها في السورة عادوا الى مواضعهم وقال بعضهم لبعض : انه ليردد اسم ربه تردادا انه ليحب ربه فأنزل اليه الآية.
وفيه عن أبي حمزة الثمالي قال قال لي أبو جعفر (ع) يا ثمالي ان الشيطان ليأتي قرين الامام فيسأله هل ذكر ربه؟ فان قال : نعم اكتسع فذهب وان قال : لا ـ ركب كتفه وكان امام القوم حتى ينصرفوا ـ قال قلت : جعلت فداك وما معنى قوله : ذكر ربه؟ قال : الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم.