(صلّى الله عليه وآله وسلّم) حتى يستحق ضعفي العذاب! فانه حاول غايتها بشريا قدر المستطاع! وليس ـ إذا ـ الّا ترك التثبيت الإلهي وليس تركه من فعله ، ومن ثم فلا عذاب إلّا على واقع الركون ، وليس هنا إلّا قربه قليلا دون واقعه!.
ام هو الافتنان عما أوحي إليه ، فافتراؤه على الله غيره ، وهنالك الطامة الكبرى ، وهنالك ضعف الحياة وضعف الممات (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ ، لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ، ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ. فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ) (٦٩ : ٤٧) وكما هنا (ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيراً).
أم إنه يعني الفرية والركون حيث ينبعان من نبعة واحدة هي التخلف عن الرسالة الإلهية ، وترى لماذا الضعفان وهما اربعة ، اثنان في الحياة وآخران في الممات؟ (وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها) (٦ : ١٦٠) ثم وليست الدنيا دار جزاء!؟
الجواب : أن العذاب يقدّر بقدر العاصي والعصيان ، وهنا الرسول أعلى محتدا ممن سواه ، وعصيان الرسالة أخطر مما سواه ، فليكن العذاب ضعفا له عمن سواه ولا سمح الله! وإذا تجاوز العصيان حده ، جاوز الى الدنيا من الآخرة كما في قرون أهلكت.
ثم الضعف لا يعني ـ فقط ـ مرتين ، وانما المضاعف زيادة عن مرة والى عشرات وعشرات.
كل هذه التهديدات البعيدة المدى ، المستحيلة في واقعاتها لمكان عصمة الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إنها تنبيهات لعظيم الخطر في محتد الرسالات الإلهية ، حيث المحاولات بكلّ ألوان المكيدات تتربص دوائر السوء الانحراف والانحراف بالرسالات السامية!
فقد حاولوا مساومته (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن يعبدوا إلهه قبال