أن يترك التنديد بآلهتهم ، أو أن يجعل أرضهم حراما كالبيت الحرام ، او يطرد سقاط الناس حتى هم يؤمنوا به دونهم ، او يستلم آلهتهم حتى يسمحوا له باستلام الحجر ، أما ذا من أنصاف حلول التي تجمع بين الجانبين!
هذه وأمثالها هي محاولات أصحاب الشهوات مع اصحاب الدعوات ، لتنحرف الدعوة في بدايتها عن استقامتها ثم يهون أمر استئصالها ، فإنهم لا يتطلّبون من صاحب الدعوة أن يترك دعوته كلها ، وإنما تنازلا عن حدتها وشدتها لكي يتنازلوا هم أيضا عن معارضتها او علّهم يتقبلونها ، وهنا لك الشيطان يدخل على حامل الدعوة ـ ان استطاع ـ من هذه الثغرة المغرية : أن خير الدعوة وصالحها في كسب أصحاب السلطان وإن بالتنازل عن جانب منها!
ولكنها ثغرة رخيّة ، وإن كانت في البداية طفيفة خفيفة خفيّة حيث تنهار عند بزوغها ، فيبتدء غروبها في طلوعها ، إذ يشجع أعداءها على تفتح الثغرة ، فاستئصالها عن آخرها بالمرة!.
فأهم الفرائض على أصحاب الدعوة الإلهية الصمود الكامل والاستقامة الدائمة ، ولكي تتنسق في نهايتها على نسق بدايتها ، وحدة متناسقة دائبة.
كما أخطر التخلفات لأصحاب الدعوة التنازل وان كان طفيفا في طرف منها ، فكل أطرافها عظيمة عزيمة ، دون فرض فيها ونافلة ، حيث الكل فرض كوحدة متكاملة متناصرة ، لا يجوز الغض عن البعض بغية قبول البعض ، او تصديقهم للبعض ، وإلّا ف (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) لا نقبل أنصاف حلول وتقسيم البلد بلدين!.
وأنت يا حامل الدعوة الأخيرة لست ممن يستفز عن دعوته ، وإنما الشيطان يستفز ويحتنك الغاوين ، وأنت اوّل المهتدين والعابدين لكن :