انني بشر ولست إلها ، رسول من الله ولست إلها ، وسبحان ربي ان يتخلى في إرساله عن ألوهيته ، وسبحانه ان يتابع اقتراحات عباده او رسوله فيها سبحانه سبحانه هل كنت إلا بشرا رسولا؟
وأنتم تطلبون مني ان افعل هذه الخارقات ام غيرها من محالات ام سواها ، وي كأنني إله اقدر على ما تطلبون ، وهم لم يطلبوا إلّا منه ، لا ان يطالب ربه (١) او انني فوق الإله اتحكّم عليه (أَوْ تَأْتِيَ بِاللهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً) ويكأن الله وملائكته تحت إمرتي ، ان لو أمكن إتيانهم فانا الآتي بهم دون استدعاء!
فلا ان بشريتي تقتضي هذه او تلك ولا رسالتي ، حيث الرسول مؤمّر وليس آمرا ، رسول فليس مرسلا لمن أرسله : (أَوْ تَأْتِيَ بِاللهِ ...)! ولا تقتضي الرسالة إلا حمل آيتين من آيات الله : آية الوحي ، والآية التي تثبت الوحي ، آية ظاهرة تدل على آية غير ظاهرة ، ثم لا يرسل بآية اخرى إلّا إذا اقتضت الضرورة الرسالية ، فضلا ان يأتي هو بآية او يأتي بالله والملائكة قبيلا! (قُلْ سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً)؟ لا شأن لبشر إلّا كسائر البشر ، ولا لرسول إلّا حمل ما حمّل من رسالة ، لا تقلّد القدرة الغيبية المطلقة ذاتيا ولا رساليا ، (سُبْحانَ رَبِّي) من ربّاني عبودية ورسالة ، من أن أكون له شريكا ، او ان أكون له ربا فأتحكم عليه ، وعليه إجابتي! (هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً)؟ جوابا جامعا يستأصل متطلباتهم الخاوية كلها!.
(وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى إِلَّا أَنْ قالُوا أَبَعَثَ اللهُ بَشَراً رَسُولاً)(٩٤).
__________________
(١). حيث قالوا : حتى تفجر ... فتفجر خلالها ... ترقى في السماء.