بشر ، كما الآيات في الجن والحاقة تحقق هذه الرسالة : ان رسل الجن مرسلون من جانب الرسول محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، وان لم يكونوا رسل الوحي حيث انقطع به الوحي ، ولكنهم قبل الرسالة المحمدية كان يوحى إليهم على هامش الوحي الى بشر!.
إن رسالة ملك الى جن قد تصح وتصلح لو لا مانع عدم المجانسة (١) ام ان الملك يرسل الى رسول الجن كما الى رسول الانس ، اللهم الا في الرسالة الاسلامية!.
وقد تلمح الآية ان الحياة المطمئنة الأرضية تتطلب رسالة سماوية ، ف (لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ) اطمئنانا في مشيهم بقاء عليها لا نزولا مؤقتا لإبلاغ أمركما في رسل الوحي ام من ذا؟ واطمئنانا على الحياة الأرضية ، فهناك (لَنَزَّلْنا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ) لا من نفس الأرض (مَلَكاً رَسُولاً) ولكنما الماشون المطمئنون في الأرض ليسوا ملائكة ، إنما هم انس وجان ، فليبعث إليهم بشر رسولا ، مهما يتلقى هو وحيه من ملك رسول.
هنا لك فرق بين الرسول الى الرسل ، والى سائر المكلفين ، فالمجانسة لازمة في الرسالة الثانية دون الاولى ، ولتتم حجة الرسالة ويعيش المرسل
__________________
(١) فالرسول الأول انما هو حامل رسالة كالبريد دون اي مزيد من إنذار وتبشير فلا ضرورة ولا رجاحة في مجانسته للمرسل إليهم الرسل ، ولكن الرسول الثاني بشير ونذير وحجة في رسالته بتطبيقه ما أرسل به ولا تطبيق على الرسول الأول الا في الواجبات الأولية لاختلاف الجنس. فالملائكة لهم عقل بلا شهوة ، والانس والجن يجمعانهما فالتكليف إذا غير التكليف الا ما يعم عامة العالمين.