إذا فالأصل المضمون من الرزق لأقل تقدير هو القوت ، وفي الدعوة الزيادة حسب الفاعليات والقابليات.
(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) ٦١
فحين يصدق المشركون أنه تعالى خالق السماوات والأرض ، لا سواه ، وهو مسخّر الشمس والقمر لا سواه (فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) اتجاه الإفك الكذب إلى غير الله ، طلب الرزق ام سواه؟.
(اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) ٦٢.
فما بسط الرزق معلّلا ـ ككل ـ ببسط السعي وقدره ، ولا قدره ـ ككل ـ بقدر السعي وقدره ، فكم من باسط السعي قدر عليه رزقه ، وكم من قدر السعي مبسوط له رزقه ، فما التعرض للرزق بأسبابه إلّا سببا من أسبابه وليس كلّ الأسباب ، فإنما هو بيد مسبب الأسباب ، (إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) سعيا وسواه ، وقدر الحاجة والحكمة في بسط الرزق وقدره.
(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِها لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) ٦٣.
فحين يصدقون ان منزّل الماء من السماء ويحيي الأرض من بعد موتها
__________________
ـ لا تأكل؟ قلت : لا أشتهيه يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال : لكني أشتهيه وهذه صبح رابعة ... فكيف بك يا ابن عمر إذا بقيت في قوم يخبئون رزق سنتهم ويضعف اليقين ، قال فو الله ما برحنا ولا رمنا حتى نزلت : وكأين من دابة ... فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : ان الله لم يأمرني بكنز الدنيا ولا باتباع الشهوات ألا واني لا اكنز دينارا ولا درهما ولا ادخر رزقا لغد.