كائن ميت وحي ، ثم بصورة خاصة : (وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها) حسب اختلاف الفصول «وكذلك» الذي يخرج الحي ويحيى الأرض أنتم «تخرجون» من أجداثكم أحياء ، ثم وكما أنه يحيي الأرض هنا لصالح الحيوية الدنيوية بصورة عامة ، ثم خاصة هي إحياءها بالعدل (٩) ، كذلك يحييها بعد قيامتها لصالح الحيوية الأخروية بكل عدل (إِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ).
فإحياء الأرض بمن عليها بالحياة الحيوان أحرى من إحياءها بالحياة الدنيا (وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ) عند إحياءها بعد إماتتها ، إخراجا لكم أحياء عن أرض تحيى بعد موتها.
إذا فليس الإحياء بعد الموت بدعا من الإحياء غريبا يستغربه الناكرون ، بل هو قريب لكل من ألقي السمع وهو شهيد ، فيستقر به المؤمنون انكم : (كَذلِكَ تُخْرَجُونَ) :
(وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ) ٢٠.
ومن آيات إخراجكم كذلك بعد ما تموتون (أَنْ خَلَقَكُمْ ..) فمن الذي يقدر ان ينكر خلقه من تراب ، إخراجا له حيا من ميت التراب «ثم إذا» بمفاجأة تعيشونها على مدار الحياة (أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ) لحاجياتكم الحيوية.
و «ثم» هنا كما في (ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ) (٢٣ : ١٤) تراخي بين خلقه من تراب ونفخ الروح فيه ، والمفاجأة هي حصول أمر غير مترقب :
__________________
(٩) نور الثقلين ٤ : ١٧٣ في الكافي عن أبي ابراهيم (عليه السلام) في (يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها) قال : ليس يحييها بالقطر ولكن يبعث الله رجالا فيحيون العدل فتحيي الأرض لأحياء العدل ولإقامة العدل فيه انفع في الأرض من القطر أربعين صباحا.