إلى أعظم النعم الحيوية المعيشية لقبيل الإنسان أيا كان وأيان (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ)؟
(أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً) و «كم» هنا تعني كل البشر من انثي وذكر ، فقد خلق لكلّ من نفسه زوجا ، فللذكر زوج الأنثى وللأنثى زوج الذكر ، حيث الزوج هو القرين وأقرن القرناء للحياة الإنسانية هم الأزواج ، تأسيسا للحياة البيتية العائلية ، التي تنشأ منها كل المجتمعات الإنسانية الأخرى.
واللام في «لكم» للانتفاع حيث ينتفع كل زوج من زوجه مختلف منافع الزوجية ، دون اختصاص بالذكور من الأناث ، كما ان «كم» تشملهما دون اختصاص ، فقد جهز كلّ بجهاز لا يتم فاعليته إلّا بقرنه بالآخر ، لواقع اللذة المرغوبة جنسيا ، وحاصل الولائد التي هي استمرارية لحياتهما وأنس لهما وعضد في حاجيات الحياة ، ويا لكل منهما من تركيب نفسي وعصبي وعضوي ، لوحظت فيه رغائب كلّ بتلبياتها ، ائتلافا وامتزاجا على طول الخط ، ولإنشاء حياة جديدة تتمثل في جيل جديد يستمر به الوالدان.
وذلك الافتقار لكلّ إلى الآخر جنسيا وولاديا هو الذي يحرّك كلا إلى الآخر ، ويحمّل كلّا عبء الحياة الزوجية للآخر وهما يتقبلانها بكل إقبال وإجمال.
و «من» هنا جنسية تعني المجانسة بين الزوجين ، لا النشوية إذ لم ينشأ كلّ من الآخر ، والزواج محرم بين ناشئ من آخر وهو الولادة قريبة ام بعيدة.
ولماذا (خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً)؟ (لِتَسْكُنُوا إِلَيْها) حيث الزوج لا يسكن إلى زوجه من غير جنسه ، مهما انفلت اليه أحيانا كما في زواج بين