(وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) ٢٤.
هنا «يريكم» هي من آياته ، حيث الفعل الآية من الآية ، كما ومنتوجه البرق آية ، وتقدير «أن» خلاف الفصيح حيث ذكرت قبل في أفعال «ان خلقكم ـ أن خلق لكم» فتركها هنا ترك مقصود دون حذف ، وقد تكون «يريكم» نازلة منزلة المصدر كما «تسمع بالمعيدي خير من أن تراه» ولكن الأوّل ـ علّه ـ أولى أن «يريكم» نفسها كفعل بمفعولها ، هما من آياته ، فهناك «أن خلقكم ـ أن خلق لكم» ليستا بأنفسهما مرئيتين ، كما (أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ) حيث الخلق يسبقنا فكيف نتمكن من رؤيته ، وقيام السماء والأرض بأمره امر يدرك بإمعان ولا يرى ، ولكن البرق يرى ، و «يريكم» نفسها هي من آياته.
وظاهرة البرق هي من نشأت النظام الكوني بما يكوّنها الله ، انتشاء من شرارة كهربائية بين سحابتين محمّلتين بالكهرباء أو بين سحابة وجسم أرضي كقمة جبل أم شجرة أمّاهيه ، ينشأ عن هذه الشرارة تفريغ في الهواء متمثلا في الرعد الذي يعقب البرق ، ويصاحبه في الغالبية تساقط المطر نتيجة لذلك التصادم.
ورؤية البرق تطمع كما تخوّف ، طمعا في (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً) وتخوفا عن تحريقات وتخريقات أرضية بصدام البرق ، فإماتة لأهلها ، فنحن إذا أمام البرق بين خوف الموت وطمع الحياة (فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها) على طول خط الحياة (إِنَّ فِي ذلِكَ) الإراءة والتنزيل والإحياء (لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) أنكم (كَذلِكَ تُخْرَجُونَ).
فللعقل مجالات في هذه الآيات تدليلا على رحمات منها الحياة بعد