الأخرى ، فالرزق هو من لزامات الخلق الحكيم ، وهو مرحلة ثانية من الخلق ، والإماتة هي خلق الانفصال بين الروح والبدن ، والإحياء هو خلق ثان في الأخرى لرزق ثان فيها هو من خلفيّات الحياة الأولى.
ذلك عرض خاطف للرحمتين الرحمانية والرحيمية يحلق على كافة الرحمات الإلهية ، «ورزقكم» لا تعني ـ فقط ـ الرزق المادي فانه أدناه ، بل والروحي فانه أعلاه ، فكل هدى لأيّ خلق هي رزقه حسب الحاجيات والدرجات والمتطلّبات : (رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى) (٢٠ : ٥٠) ف (هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ) أيا كان ، عقلاء خيّرين كالعباد الصالحين ، ام شريرين كالطواغيت ، فضلا عن سواهم من أصنام وأوثان ، فان «من» هنا تستغرق كل الشركاء المختلقة من دون الله ، (هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ) :
وهنا «من الأولى تستغرق مربع الرحمة ككل ، والثانية تستغرق الأجزاء من كلّ ، تدليلا على ألّا شريك له ـ فضلا عن مستعل ـ في اي خلق ورزق وإماتة وإحياء ، فهذه الأربع هي قواعد عرش الربوبية ، لا شريك له فيها (سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ).
وترى الفساد الظاهر في البر والبحر هو ايضا من رزق الله ام من خلق الشيطان ـ إذا ـ فهو من شركاءه؟ كلا بل :
(ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) ٤١.
فلما تكسبه ايدي النسناس من الناس أثر حسب سنة التكوين كما للحسنات أثر ، ولا تبرز هذه الآثار حسنة وسيئة ككل إلّا يوم الحساب ، وهنا (ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) بعضا منبها (بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ) لا