بالقرآن محبور ، وسائر التغني بذكر الله مشكور ، كما يروى عن رسول الهدى «تغنوا بالقرآن فانه من لم يتغن بالقرآن فليس منا».
فصرف الوقت في التعرف الى معنى الغناء ، المختلف فيه اللغة والأقوال ، قد يكون نفسه من لهو الحديث ، حيث الأصل المحرم في الغناء وغيره هو اللهو ، فقد يحل الغناء كما في القرآن ، وقد يحرم غير الغناء كما في الرقص الملهي وما أشبهه ، فبين اللهو والغناء ـ إذا ـ عموم من وجه.
فمن لهو الحديث ما يلهي بنفس الحديث دون غناءه كالقصص الأسطورة المزخرفة المقصوصة في المقاهي وسائر النوادي المناسبة لها وهي من شئون نزول الآية (١) ومنه ما يلهى بغنائه سواء أكان معناه ملهيا مثله أم لم يكن ، كما من الغناء ما لا يلهي ، ككل ما لا يحمل المعاني او الحالات الملهية ، أمّا يحمل المعاني المذكّرة كالغناء بالقرآن وسائر المعارف الإلهية من مواعظ شعرية أو منثورة أمّاهيه.
واشتراء لهو الحديث يعم اشتراء القينات (٢) وآلاتها (٧) واشتراء نفس
__________________
ـ الله : الغناء مما قال الله : ... وفيه عن الحسن بن هارون قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : الغناء مجلس لا ينظر الله الى اهله وهو مما قال الله عز وجل : ومن الناس.
(١) نور الثقلين ٤ : ١٩٤ عن تفسير القمي في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليهما السلام في الآية فهو النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة من بني عبد الدار بن قصي وكان النضر ذا رواية لأحاديث الناس وأشعارهم يقول الله عز وجل : (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ).
(٢) الدر المنثور ٥ : ١٥٩ اخرج جماعة عن أبي امامة عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال : لا تبيعوا القينات ولا تشروهن ولا تعلموهن ولا خير في تجارة فيهن وثمنهن حرام في مثل هذا أنزلت هذه الآية : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ ..) وفيه عن ـ