اللهو كأن يستأجر الملهي بحديثه أو غناءه ويدفع له ثمن (١).
و «سبيل الله» هنا هي القرآن ونبي القرآن وكل ما منهما وإليهما من ذكرى ، فإنهما الأصل في ذكر الله بما يذكّران الله ، فكل ما يلهي عن «سبيل الله» ويضل في اى حقل من حقولها ، كان محظورا ، ولا سيما إذا كان مأخذا لاتخاذها هزوا.
ف «أولئك» الذين يشترون لهو الحديث إضلالا عن سبيل الله واتخاذها هزوا (لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) هنا ويوم الدين ، كما أهانوا سبيل الله ان فضّلوا عليها لهو الحديث. (٢)
واشتراء لهو الحديث قد لا يختص بالنقود وسائر الأثمان المعروفة ، فقد يشتريه بماله ، أو يشتريه بوقته وبحياته ، يبذل تلك الأثمان الغالية لهذا الرخيص البخيس ، ولما ذا يشتريه «ليضل» نفسه وسواه (عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ
__________________
ـ عائشة قالت قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ان الله حرم القينة وبيعها وثمنها وتعليمها والاستماع إليها ثم قرأ الآية.
(١) المصدر ١٦٠ ـ اخرج ابن أبي الدنيا عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : ما قدست امة فيها الربط.
(٢) المصدر ١٦٠ ـ اخرج ابن أبي الدنيا عن عبد الرحمن بن عوف ان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال : انما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان وصوت عند مصيبة خشن وجوه وشق جيوب ورنة شيطان ، وفيه اخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن نافع قال : كنت أسير مع عبد الله بن عمر في طريق فسمع زمارة راع فوضع إصبعيه في أذنيه ثم عدل عن الطريق فلم يزل يقول يا نافع أتسمع؟ قلت : لا ـ فاخرج إصبعيه من أذنيه وقال : هكذا رأيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) صنع ، وفيه اخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر انه سمع النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال في هذه الآية (وَمِنَ النَّاسِ ..) انما ذلك شراء الرجل اللعب والباطل.