و «ما أوذي نبي مثل ما أوذيت» هذا! (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ) ولمّا يؤمن بالله أو يرتكن الايمان في قلبه أم هو منافق كافر في قلبه بالله ، وإلّا كان حق التعبير «من يؤمن بالله» لا (مَنْ يَقُولُ) حيث القول أعم من الواقع ، ولا واقع لهكذا قولة يجعل صاحبها الإيذاء في الله كعذاب الله ، ويكأن الله يعذب من آمن به ، وفتنة الناس حين لا تزوى عن هؤلاء كما عن المؤمنين حقا ، لا يحق ان تنسب إلى الله كأنه يعذب من آمن به حيث لا يدفع عنه الأذى ، رغم انها في سبيل الله من فتن الايمان ، وأنحس منه أن يجعل الأذية في الله من الله ويكأن الله هو الذي يدفع هؤلاء النحسين لإيذاء من يقول آمنا بالله!. فهؤلاء الذين يقولون آمنا بالله ثم يجعلون فتنة الناس كعذاب الله ، لم يؤمنوا ، أم هم مؤمنون على حرف : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ) (٢٢ : ١١).
للمؤمن أيا كان ، إيذاء في الله كما هنا ، وإيذاء في سبيل الله ، فمن اجتاز الإيذاء في الله سليما في ايمانه دون قولة جارفة مجازفة كتلك التي يقولها : (مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ) فقد يجتاز الإيذاء في سبيل الله مشكورا محبورا : (فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللهِ وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ) (٣ : ١٩٥).
والتصبر في الإيذاء في الله بحاجة ماسة إلى الجهاد في الله ، حتى يهتدي الى سبل الله والجهاد في سبيل الله : (وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ
__________________
ـ وابن ماجه وابو يعلى وابن حبان وابو نعيم والبيهقي في شعب الايمان والضياء عن انس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ...