بهذه الزيادة لأن لها سببا ، ثم إذا أخرنا السجدة الواجبة لم يبق مجال لمشكلة الزيادة ، ولا يترك الاحتياط بترك قراءتها في فريضة.
(تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) ٢.
علّ «الكتاب» هنا هو النازل على الرسول ليلة القدر بإحكام ، ثم نزل عليه ثانيا بتفصيل : (كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) (١١ : ١).
أم وهو الكتاب المفصل المنزل عليه وقد تشملهما «الكتاب» أم وثالث هو الأول كوكنا وكيانا : «أم الكتاب» : (إِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ) (٤٣ : ٤).
(لا رَيْبَ فِيهِ) في أصله ولا في تنزيله (مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) ـ «تنزيل من رب العالمين ـ لا ريب فيه من رب العالمين» مهما شك فيه وفي تنزيله المتجاهلون ، فان الريب شك مسنود إلى برهان ولا برهان يسند إليه أيا كان يشكك الإنسان في وحي القرآن ، بل البراهين كلها مجندة لا ثبات وحيه ، لا مرد لها ولا ريب فيها.
و «تنزيل» مصدرا مبالغة بالغة أن ليس الكتاب المفصل إلّا نفس المحكم بصورة أخرى ، فلم يحصل في ذلك التفصيل إلّا تنزيل تقريبا الى أفهام العالمين بعد غموضه في إحكامه.
وفي «رب العالمين» تلميحة لامعة أن هذا الكتاب يحمل ربوبيته العالمية ، عرضا لبعديها التكوينية والتشريعية دون إبقاء.
(أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) ٣.
أيصدقون ـ بعد ـ بوحي القرآن (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ) على الله ، فهو كتاب من عنده ام اكتساب من كتب اخرى ، ام تعلّم من ذي علم؟ «بل»