الدنيا ، فقد (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ) ككل (مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ) وهو أمر تدبير الأرض ومن عليها «تم يعرج» ف «يدبر» التي تقابل «يعرج» مضمّن معنى النزول ، أنه ينزل الأمر تدبيرا من السماء إلى الأرض (ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ) ذلك الأمر ، وعروجه كنزوله هما من تدبيره.
ثم «في يوم» هل هو زمن النزول والعروج جميعا فلكلّ نصف يوم؟ وهو ظاهر التعبير ، أم هو فقط يوم النزول دون العروج؟ فلما ذا أخر إلى العروج! أم هو العروج دون النزول؟ كأنه هو! ، فإن «يدبر» بيان لأمر التدبير المستمر يوم الدنيا ، و «ثم» الدالة على التراخي يؤخر ذلك العروج عن كل التدبيرات في النشأة الأولى وهي يوم الدنيا ، فقد يكون عروج أمر التدبير للربوبية الأولى (فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) كموقف واحد من المواقف الخمسين يوم الأخرى (١).
فكما أن يوم الدنيا لخلقها أيام : (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ..) (٩ : ٣٦) وهو ستة أيام حسب التقسيم الداخلي لزمن الخلق ، وكذلك يومها بعد خلقها أيام ، فقد يكون يوم الأخرى ـ وبأحرى ـ أياما ، كل يوم منها كألف سنة مما تعدون.
ولأن يوم الأخرى ليست لها نهاية بالنسبة لأصحاب الجنة ، فخمسون ألف سنة قد تختص بما قبل دخول كل من أهل الجنة والنار مثواه ، وقد (تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) (٧٠ : ٤) وهو واحد الزمن الربوبي المعارجي ، المفصلة في المعارج.
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ٢٢١ في تفسير القمي في الآية يعني الأمور التي يدبرها والأمر والنهي الذي أمر به واعمال العباد كل هذا يظهر يوم القيامة فيكون مقدار ذلك اليوم ألف سنة من سني الدنيا.