عمره ككل! ولا نحتمل أن السنة هنا أقل مما نعرفها حيث النص يمانع غيرها ، و (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ). تجعل السنة أثني عشر شهرا على طول الخط دونما استثناء حتى يعني من السنة غيرها لوقت ما.
وليكن ذلك العمر الطائل نبراسا ينير الدرب على هؤلاء الذين يتشككون ويشكّكون في عمر صاحب الأمر عجل الله تعالى فرجه الشريف. وإذا كان ذلك العمر الطويل لذلك الايمان القليل : (وَما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ) فبأحرى لصاحب الأمر عمر أطول ليملأ الله به الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا» : وبيمنه رزق الورى وبوجوده ثبتت الأرض والسماء!
وقد يعني عرض سنّي الدعوة لنوح (عليه السلام) تسلية لخاطر الرسول محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ألّا يضيق صدره بتعنّد قومه وتعنّتهم ضد الدعوة ، ونموذجا من طول العمر يفتح الطريق لتقبّل طائل العمر لصاحب الأمر ، إذ لم يذكر نبي في القرآن بسني رسالته إلا نوح.
ولقد عرضت قصص نوح (عليه السلام) في معارض ثلاث سورة من القرآن ، مختصرة كما هنا وفي غيرها ، ومفصلة كما في أخرى ، ولم تأت سنّي
__________________
ـ فقللهم فقال : وما آمن معه إلّا قليل ـ ولقد تبعني في سنّي القليلة وعمري اليسير ما لم يتبع نوحا في طول عمره وكبر سنه ، وفيه عن كتاب كمال الدين وتمام النعمة عن الباقر (عليه السلام): فمكث نوح الف سنة الا خمسين عاما لم يشاركه في نبوته احد ، وفيه عن عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا (عليه السلام) من خبر الشامي وما سأل عنه امير المؤمنين (عليه السلام) في جامع الكوفة ـ حديث طويل وفيه : وسأله عن اسم نوح ما كان؟ فقال : اسمه سكن وانما سمي نوحا لأنه ناح على قومه الف سنة إلا خمسين عاما.
(١٦) وهي الأعراف ـ يونس ـ هود ـ الأنبياء ـ المؤمنون ـ الشعراء ـ العنكبوت ـ الصافات ـ الذاريات ـ القمر ـ التحريم ـ الحاقة ـ نوح.