وإنما علينا ان نتوسل بالأسباب المسموحة لنا في طلب الرزق عند الله ، متّكلين في ذلك على الله دون سواه.
(وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) ١٨.
أترى (وَإِنْ تُكَذِّبُوا) هي من تتمة الحجة الإبراهيمية؟ ولم تسبقه أمم إلّا أمة نوح! أم هي الحجة القرآنية دون نقل ، تلحيقا للحجة الإبراهيمة للمخاطبين بالقرآن ، كما وتؤيدها (أَوَلَمْ يَرَوْا ..) بصيغة الغائب؟.
الجمع هو الأرجح ، وأمم قبل ابراهيم تشمل أمة نوح ومن قبله من المرسلين كإدريس وآدم وشيث ، كما وان امة نوح في قرونه العشرة قرون عشرة قد يعبر عنهم بأمم.
(وَإِنْ تُكَذِّبُوا) قالتي الحقة عن الله وما عند الله فلستم أنتم بدء من المكذبين (فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ) دون سباق وشطارة لكم بينهم (وَما عَلَى الرَّسُولِ) تجاهكم «إلا البلاغ» عن الله «المبين» لما أرسل الله ولقد بلغت وأبنت رسالة صادقة من الله و «المبين» في مواصفة «البلاغ» هي مما تبين أن البلاغ الرسالي لا خفاء فيه ولا إجمال يعتريه ، وتأخير البيان عن وقت الحاجة بلاغ غير مبين ، فلا يصدّق على الوحي الرسالي إطلاقا.
هذه خطوات تربوية يخطو بها الداعية إلى هؤلاء الألداء ضد الدعوة ، تدخل إلى قلوبهم من مداخلها ، بإيقاعات قوية على أوتارها ، ودقّات عميقة في أوطارها ، كنماذج خلّابة غلّابة يجب ان يتملاها أصحاب الدعوات الرسالية لينسجوا على منوالها في كل أحوالها في مخاطبة النفوس وإزالة النحوس.
(أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ)١٩