يوم القيامة وهي أهون عليه ، ثم «كيف بدأ» دون «أبدء» مختلفة عن «يبدئ» مضيا وتعدية ، تدلنا على الفرق الواضح بينهما معنويا وواقعيا ، مهما اشتركا في الخلق والإعادة.
ف «كيف يبدئ» نظرة أولى تنتج رؤية أولى ، مما يطمئن «انه هو يبدئ ويعيد» (٨٥ : ١٣) و (كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ) (٧ : ٢٩) «إن ذلك» الخلق إبداء وإعادة (عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) من هيّنه وأهونه ، ثم (كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ) تخط عن هذه المرحلة المستمرة إلى البداية الأولى في خلق المادة الأولية ، كما و (اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ) ترمي إلى النهاية ، وهما أهم من (يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ) بين الأمرين ، فلذلك (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا ...) ، ف «بدء الخلق» هو أهم من (يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ) وكل هذه الثلاث من خلق الله ، وهي على الترتيب في حدود ذواتها صعب وهيّن وأهون ، مهما كانت في قدرة الله على سواء ، ولكن يستدل بالأوّل الصعب وبالثاني الهين على الثالث الأهون ، ومهما كان الأولان قضية الفضل ، فالثالث هو قضية العدل ، فهو أولى من الأولين بأولويتين ، وهنا لك الإعادة بعد الإبداء تشمل كل مراحل الخلق والتحوير أولا وأخيرا ، والإعادة المعاد ـ وهي إعادة الصورة بمثلها والمادة هي هيه بعينها ـ هي من ضمن «ثم يعيده» وكخلفيّة لكافة الإعادات ، فما إعادة الإنسان إنسانا في الأخرى إلّا كإعادته ترابا كما كان ، وإذا كانت هذه في الأولى مصلحية الحياة الدنيا ، فالإعادة الأولى في الأخرى أصلح وأولى : (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ) (٥٦ : ٦٢) ، واما (يْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ) فقد تخص الخلق الأوّل لا من شيء ، أم وخلق الإنسان ولم يكن شيئا مذكورا «ثم الله» الذي بدء الخلق (يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ) ككل في كلّ ما بدء ، وكخاصة الإنسان وسائر المكلفين ، ف (ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ) (٣١ : ٢٨) (وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا