كذبوا المرسلين : (إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ) (٣٦ : ٢٩)(وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنا بِهِ الْأَرْضَ) كقارون (فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ الْأَرْضَ) (٢٨ : ٨١) (وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنا) كقوم نوح وفرعون.
(وَما كانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ) بما أخذهم بذنوبهم (وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) لم يظلمهم الله ولا هم ظلموا الله وإنما ظلموا أنفسهم بما استكبروا فأخذوا هنا اخذة طفيفة بما ظلموا.
وهذه العذابات الأربع : بالصيحة وهي هواء متموج سريعة الإيقاع ، قرعا للآذان وإلى الأعماق ، وبالحاصب : حجارة من طين تتبدل نارا بسرعة الإرسال ، وبالخسف : غمرا في التراب ، وبالإغراق في الماء ، هذه هي العناصر المخلوق منها الإنسان وهي الأربعة الشهيرة مهما كانت كل واحدة تشتمل على جزئيات وذرات ، فقد أخذوا عذابا بما خلقوا من رحمة ، وما عذابهم إلّا صورة واقعية من اعمالهم ف (هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)؟
فهؤلاء هم الذين اتخذوا من دون الله أولياء ، أصناما وأوثانا وطواغيت ، وإليكم مثلا واحدا في هوانهم هو العنكبوت ، فكما بيته أوهن البيوت كذلك بيوت الإشراك أيا كانت هي كبيت العنكبوت :
(مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (٤١) إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٤٢) وَتِلْكَ