المصلي عن المعاصي ما دام في صلاته» (١) ، وكضابطة ثابتة للصلاة «من صلى صلاة لم تأمره بالمعروف وتنهه عن المنكر لم تزده صلاته من الله إلا بعدا» (٢) و «من أحب أن يعلم قبلت صلاته أم لم تقبل فلينظر هل منعته صلاته عن الفحشاء والمنكر فبقدر ما منعته قبلت صلاته» (٣) ف «لا صلاة لمن لم يطع الصلاة ، وطاعة الصلاة أن ينتهي عن الفحشاء والمنكر» (٤).
فكما تقام الصلاة ، فهي بقدرها تنهى عن الفحشاء والمنكر ، فيها وهو أقلها ، وفي كافة الحالات عن كل دركات الفحشاء والمنكر وهو قمتها وبينهما متوسطات.
فملابس المصلي تنهاه عن اغتصابها ، وطهارته عن خبث وحدث تنهاه عن التصرف في طهور من غير حله ، وطهارته ككل تنهاه عن التقدر ككل ، واستقباله القبلة تنهاه عن استقبال ما سواها ، وافعال الصلاة من قيام لله وقعود وركوع وسجود تنهاه عن كل ذلك لغير الله ، واقوال الصلاة تأمره أن يعتنق (لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) وألّا يعبد ويطيع إلّا الله.
ونية الصلاة تنهاه أن ينويها لغير الله شركا جليا ، ام خفيا أن يصلي رئاء الناس ، كما تنهاه ان ينوي أية عبادة أم وسواها لغير الله.
__________________
(١) المصدر ١٤٥ ـ اخرج الخطيب في رواة مالك عن ابن عمر قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ...
(٢) نور الثقلين ٤ : ١٦١ في كتاب التوحيد وقد روى عن الصادق (عليه السلام) انه قال : ... قال الله عز وجل : (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ).
(٣) نور الثقلين ٤ : ١٦٢ عن المجمع وروى أصحابنا عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال : ...
(٤) نور الثقلين ٤ : ١٦١ عن المجمع وايضا عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : ...