فكل ما سوى الله ومن سوى الله في صلاتك هي بين فحشاء ومنكر ، بين محرم في شرعة الفقاهة ، ومحرم في شرعة المعرفة ، فلا يحل الاتجاه في الصلاة إلى غير الله ، ولا على أية حال ، (وَاللهُ يَعْلَمُ ما تَصْنَعُونَ) في صلاتكم وسواها ، يعلم صلات صلاتكم وانفصالاتها ، وكما يعلم من ذكركم فيما يذكركم ، وقد يعلم ان كلها انفصالات فلا يذكركم ، فلو لا أن الله أمرنا بالصلاة لكانت اكثرية الصلوات محرمة لأنها تمس من كرامة الربوبية ، حين نصلي الله ، وقلوبنا خاوية عن ذكر الله ، نفتش عن سائر ضالاتنا في الصلاة وننسى ضالتنا المنشودة فيها وهو الله والصلاة كلها تصوغ بصيغتها (لا إِلهَ إِلَّا اللهُ)!
(وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلهُنا وَإِلهُكُمْ واحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) ٤٦.
يروى عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) انه قال : «نحن المجادلون في دين الله على لسان سبعين نبيا» (١) فلقد كان يجادل اهل الكتاب وسواهم بالوحي الرسالي كله ، المجموع في القرآن كله ، فالقرآن برمته هو الجدال بالتي هي احسن في كل الحقول ، وبمستوى كل العقول ، فلا أحسن منه ولا يسامى ، فلنجادل أهل الكتاب كما يجادلهم الله في القرآن ، دون سائر الأساليب المختلفة المختلفة مهما كانت حسنة حيث الفرض هو الأحسن ، ومن جدالهم بالتي هي أحسن : (وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلهُنا وَإِلهُكُمْ واحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) وهي قولة المواصلة دون أية
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ١٦٢ عن الاحتجاج للطبرسي وروي عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : ...