كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (٣ : ٦٤).
وفي حوار للإمام الرضا (عليه الإسلام) قيل له : أتقول إن الله واحد؟ قال : قولك إنه اثنان دليل على أنه واحد ، والواحد متفق عليه والثاني مختلف فيه».
هناك يستثنى عن الجدال معهم بالتي هي أحسن (إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) وهم الذين لا يقنعهم وينفعهم تلك الجدال الحسنى ، بل ويتلقونه هوانا منها وضعفا ومذلة ، إذا فالجدال معهم بالتي هي أحسن إساءة وتضعيف للحق ، وهنا يكون آخر الدواء الكي كلاميا أم واقعيا ذودا عن حرمة الحق وكرامته.
فالكتابي بين متحر عن الحق فليجادل بالتي هي أحسن لكي يهتدى بالتي هي أحسن ، أم لا يتحرى عن الحق ولا يتجرأ عليه إذا حصل عليه فيصدقه ، ام لا يصدقه ولا يكذبه ولا يعمل دعاية ضده ، أم يكذبه في حرب باردة أم وحارة ، فالآخرون هم من (الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) فليس الجدال بالتي هي أحسن فرضا معهم بل قد لا يجوز ، فإما تركا لجدالهم ، أم بالحسنة أم بالسيئة أم بالتي هي أسوء ، كل ذلك رعاية لحرمة الحق وصدا عن بأسهم ضد الحق.
فالأصل في الجدال ـ على أية حال ـ أن تكون بالتي هي أحسن تقريبا للهدى وتوصيلا إليها ، وأما الذين (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) فعليهم ما يستحقونه من الجدال أو تركها حسب ما تقتضيه المصلحة في ميزان الحق.
وانها لحقيقة ضخمة عظيمة رفيعة ، حقيقة ان يتبناها كل مؤمن بالله ،