أفعال بعضها لا يتم إلا بالآلات وبالإقبال عليها بالكلية ، وبعضها يحتاج فيه إلى الآلات حاجة ما ، وبعضها لا يحتاج إليها البتة. وهذا كله سنشرحه بعد. فجوهر النفس الإنسانية مستعد لأن يستكمل نوعا من الاستكمال بذاته ومما هو فوقه لا يحتاج فيه إلى ما دونه ، (١) وهذا الاستعداد له هو بالشيء الذي يسمى العقل النظرى ؛ ومستعد لأن يتحرز عن آفات تعرض له من المشاركة ، كما سنشرحه فى موضعه ، وأن يتصرف فى المشاركة (٢) تصرفا على الوجه الذي يليق به. (٣) وهذا الاستعداد له بقوة تسمى العقل (٤) العملى ، وهى رئيسة القوى التي له إلى جهة البدن. وأما ما دون ذلك فهى (٥) قوى تنبعث عنه لاستعداد البدن لقبولها ولمنفعته. والأخلاق تكون للنفس من جهة هذه القوة كما قد أشرنا إليه فيما سلف. ولكل واحدة (٦) من القوتين استعداد وكمال ، فالاستعداد الصرف من كل واحدة (٧) منهما يسمى عقلا هيولانيا سواء أخذ نظريا أو عمليا. ثم بعد ذلك إنما يعرض لكل واحدة (٨) منهما أن تحصل لها (٩) المبادي التي بها تكمل أفعالها ، (١٠) إما للعقل النظرى (١١) فالمقدمات الأولية وما يجرى معها ، وإما للعملى (١٢) فالمقدمات المشهورة وهيئات أخرى. فحينئذ يكون كل واحد منهما عقلا بالملكة ، ثم يحصل (١٣) لكل واحد منهما الكمال المكتسب. وقد كنا شرحنا هذا من (١٤) قبل ، فيجب أول كل شىء (١٥) أن نبين أن هذه النفس المستعدة لقبول المعقولات بالعقل الهيولانى ليس بجسم ولا قائم صورة فى جسمه.
__________________
(١) ما دونه : ما هو دونه ك.
(٢) كما ... المشاركة : ساقطة من د.
(٣) به : ساقطة من د.
(٤) العقل : + الكلى د.
(٥) فهى : فهو د ، ف.
(٦) واحدة : واحد م.
(٧) واحدة : واحد د ، ك.
(٨) واحدة : واحد د ، ف ؛ واحد واحد ك
(٩) لها : له ف ، ك.
(١٠) أفعالها : أفعاله ف
(١١) النظرى : + الهيولانى د ، م.
(١٢) للعملى : العملى م.
(١٣) يحصل : حصل د
(١٤) من : ساقطة من م.
(١٥) أول كل شىء : ساقطة من ك ، م.