أنه (١) يوقع (٢) رأيا فى أمر جزئى مستقبل من الأمور الممكنة ، لأن الواجبات والممتنعات (٣) لا يروى فيها لتوجد أو تعدم ، وما مضى أيضا لا يروى فى إيجاده على أنه ماض. فإذا (٤) حكمت هذه القوة تبع حكمها حركة القوة الإجماعية إلى تحريك البدن ، كما كانت تتبع أحكام قوى أخرى فى الحيوانات ، وتكون هذه القوة استمدادها من القوة التي (٥) على الكليات ، فمن هناك تأخذ المقدمات الكبرى فيما تروى وتنتج فى الجزئيات. فالقوة الأولى للنفس الإنسانية قوة تنسب إلى النظر فيقال عقل نظرى ؛ وهذه (٦) الثانية قوة تنسب إلى العمل فيقال عقل عملى ؛ وتلك (٧) للصدق والكذب وهذه (٨) للخير والشر فى الجزئيات ، وتلك (٩) للواجب والممتنع والممكن وهذه (١٠) للقبيح والجميل والمباح ، ومبادئ تلك من المقدمات الأولية ومبادئ هذه من المشهورات والمقبولات والمظنونات والتجربيات الواهية التي تكون من المظنونات غير التجربيات الوثيقة. ولكل واحدة من هاتين القوتين (١١) رأى وظن ، فالرأى هو الاعتقاد المجزوم به ، والظن هو الاعتقاد المميل إليه مع تجويز الطرف الثاني. وليس كل من ظن فقد اعتقد ، كما ليس كل من أحس فقد عقل ، أو من تخيل فقد ظن أو اعتقد أو رأى ، فيكون فى الإنسان حاكم حسى وحاكم من باب التخيل وهمى وحاكم نظرى وحاكم عملى ، وتكون المبادي الباعثة لقوته الإجماعية على تحريك الأعضاء وهم خيالى وعقل عملى (١٢) وشهوة وغضب ، (١٣) وتكون للحيوانات الأخرى ثلاثة من هذه.
والعقل العملى يحتاج فى أفعاله كلها إلى البدن وإلى القوى (١٤) البدنية ، وأما العقل النظرى فإن له حاجة ما إلى البدن وإلى قواه لكن لا دائما ومن كل وجه ، بل قد يستغنى بذاته. وليس لا واحد منهما هو النفس الإنسانية ، بل النفس هو الشىء الذي له هذه القوى. (١٥) وهو (١٦) كما تبين جوهر منفرد وله استعداد نحو
__________________
(١) أنه : أن ك
(٢) يوقع : موقع م
(٣) والممتنعات : أو الممتنعات ف.
(٤) فإذا : وإذا ك ، م.
(٥) التي : ساقطة من م.
(٦) وهذه : + القوة م.
(٧) وتلك : وذلك د ، ك
(٨) وهذه : وهذا ك.
(٩) وتلك : وذلك ك
(١٠) وهذه : وهذا ك.
(١١) القوتين : القولين م.
(١٢) وهم خيالى وعقل عملى : خياليا وعقلا م.
(١٣) وغضب : وغضبا م.
(١٤) القوى : القوة م.
(١٥) القوى : القوة م
(١٦) وهو : هو م.