بحيث يحدث صوتا لأضر بالسمع. ويشبه أن يكون لكل صوت صدى ولكن لا يسمع ، كما أن لكل ضوء عكسا ، ويشبه أن يكون السبب فى أن لا يسمع الصدى فى البيوت والمنازل فى أكثر الأمر أن المسافة إذا كانت قريبة بين المصوت (١) وبين عاكس الصوت لم يسمعا فى زمانيين متباينين ، بل يسمعان معا كما يسمع صوت القرع الذي (٢) معه وإن كان بعده بالحقيقة. وأما إذا (٣) كان العاكس بعيدا فرق الزمان بين الصوتين تفريقا محسوسا ، وإن كان صلبا أملس فهو لتواتر الانعكاس منه بسبب قوة النبو يبقى زمانا كثيرا كما فى الحمامات. ويشبه أن يكون هذا هو السبب فى أن يكون صوت المغنى فى الصحراء أضعف وصوت المغنى تحت السقوف أقوى لتضاعفه بالصدى المحسوس معه فى زمان كالواحد. (٤) ويجب أن يعلم أن التموج ليس هو حركة انتقال من هواء واحد بعينه ، بل كالحال فى تموج الماء يحدث بالتداول بصدم بعد صدم مع سكون قبل سكون ، وهذا التموج الفاعل للصوت سريع لكنه ليس يقوى (٥) الصك.
ولمتشكك أن يتشكك فيقول : إنه كما قد تشككتم فى اللمس فجعلتموه قوى كثيرة لأنه يدرك متضادات (٦) كثيرة ، فكذلك السمع أيضا يدرك المضادة التي بين الصوت الثقيل والحاد ، ويدرك المضادة التي بين الصوت الخافت والجهير (٧) والصلب والأملس والمتخلل والمتكاثف ، (٨) وغير ذلك. فلم لا تجعلونه قوى؟ فالجواب عن ذلك أن (٩) محسوسه الأول هو الصوت ، وهذه أعراض تعرض لمحسوسه الأول بعد أن يكون صوتا. وأما هناك (١٠) فكل (١١) واحدة من المتضادات تحس لذاتها ، لا بسبب الآخر. فليكن هذا المبلغ فى تعريف الصوت والإحساس به كافيا. (١٢)
__________________
(١) المصوت : الصوت ف.
(٢) الذي : ساقطة من د ، ك
(٣) إذا : إن ك ، م.
(٤) وصوت المغنى ... كالواحد : ساقطة من م.
(٥) يقوى : بقوى ف.
(٦) متضادات : مضادات ك.
(٧) والجهير : والجهر ك.
(٨) والمتكاثف : ساقطة من د ، ك ، م.
(٩) أن : لأن ف.
(١٠) وأما هناك : ما هناك م
(١١) فكل : فلكل م.
(١٢) كافيا : + تمت المقالة الثانية من الفن السادس من الطبيعيات من كتاب النفس بحمد الله وحسن توفيقه د ؛ + تمت المقالة الثانية من الفن السادس م.