فرسخا من مبداه ، وعليه هنالك سواحل الشام. وعندما يخرج هذا البحر من الخليج المذكور ، ويذهب مشرقا فينفسح جنوبا وشمالا ، حتى يدخل من جهة الجنوب في الإقليم الثالث ، ومن جهة الشمال في الإقليم الخامس ، حسبما ذكر ذلك كله ابن خلدون (١). وعليه من جهة الجنوب طنجة ثم سبتة ثم تطوان ثم سواحل الريف ، وفيها مليلية وبادس وهما للإصبنيول (٢). ثم وهران والجزائر وسائر ما كان من عمالتها ، وهي الآن بيد الفرنسيس. ثم تونس وسفاقص وسوسة وسائر سواحل إفريقية (٣) ثم جربة على جون هناك ، ثم طرابلس ومسراته مدفن سيدي أحمد زروق (٤) نفعنا الله به. ثم جون يعرف بجون الكبريت (٥). ثم درنة وغيرها من بلاد
__________________
ثلاثة أميال عربية ، أو ثلاثة أميال ونصف إنجليزية. ٩٦ : ١Muqaddimah ابالإضافة إلى الهامش ١٩ من الصفحة نفسها. وفي المقدمة (طبعة بيروت ١٩٧٨) ، ص. ٤٥.
(١) اعتمد الصفار في كل هذا القسم على ما كتبه ابن خلدون في المقدمة ، وبالضبط على «المقدمة الثانية في قسط العمران من الأرض والإشارة الى بعض ما فيه من الأشجار والأقاليم» انظر :
Muqaddimah ١ : ٩٢١ ـ ٣٣١, ٩٣١ ـ ٣٤١.
(٢) احتل الإسبانيون مليلية في ١٤٩٧ ، وتنوزل عن باديس للإسبان في ١٥٦٤. انظر :
C. ـ A. Julien, History of North Africa : Tunisia, Algeria, Morocco) London, ٠٧٩١ (, pp. ٦٠٢, ٦٢٢, ٣٥٢.
(٣) وهي التسمية العربية لتونس في العصر الوسيط. زكريا بن محمد بن محمود القزويني ، آثار البلاد وأخبار العباد (بيروت ، دون تاريخ) ، ص. ١٤٨ ـ ١٤٩.
(٤) هو أبو العباس أحمد بن محمد بن عيسى البرنوسي الفاسي ، المعروف بزروق ، ولد سنة ٨٤٦ هجرية موافق ١٤٤٢ ميلادية. وهو من مشاهير الفقهاء والقضاة ، وكان يحظى بالكثير من التقدير والتبجيل في كل أرجاء بلدان الشمال الإفريقي. انظر : كتاب نشر المثاني للقادري ، ترجمة نورمان سيكار :
Al ـ Qadiri,) trans. Cigar (, Nashr, p. ٠٦١ and note ٣١; Le؟i ـ Provenc؟al, Les historiens, p. ٧٨١, note ٣.
(٥) الموضع الذي يتحدث عنه الصفار هنا هو خليج سرت ، غير أننا لم نعثر في أي من القواميس الجغرافية المعروفة على اسم لمكان يحمل كلمة «الكبريت» التي يستعملها هنا الصفار. هذا مع العلم أن مادة الكبريت لها أهميتها القصوى في صناعة البارود والأدوية ؛ وربما كانت المنطقة المذكورة مصدرا لها في فترة من الفترات. انظر مادة «كبريت» في : EI ٢ ,"Kibrit " ـ ـ