لاكن لا يفسد لهم شيء من ذالك ، وتبقى اللحم عندهم أياما لا تتغير ولا تفسد.
وينجر الكلام على ما خلص إلينا علمه مما يذبح من اللحم بهذه المدينة ؛ رأيت في كازيطة من كوازيطهم أنه ذبح في شهر يناير ، وكان فيه عيد لهم هو رأس عامهم : فمن الثيران سبعة آلاف ومايتان وثمانية وأربعون ، ومن إناث البقر ألف واحد وثمانماية وتسعة وثلاثون. ومن العجول سبعة آلاف ومايتان وثمانية وعشرون ، ومن الغنم أحد وأربعون ألفا وثمانماية وتسعة عشر. وليس في هذا الشهر زيادة كثيرة على الذي قبله ، إنما زاد عليه لأجل العيد. فمن البقر أربعماية واحدا وستين ، ومن العجول مايتين وتسعة وثمانين ، ومن الغنم ماية وثمانية وثمانين ، انتهى.
كما ينجر الكلام إلى ما خلص إلينا من بعض أسعارهم ، بعد أن تعلم أن سكتهم الريال وهو معلوم ، الذي رواجه عندنا في هذا الحين بست عشرة أوقية ، والفرنك وهو خمسه ، والصلدي وهو الذي عشرون منه في الفرنك ، وهو فلوسهم (١).
فسعر الخبز الجيد أربعة صلدي للرطل ، ولا يباع بالعدد كما عندنا بل بالوزن ، والذي دونه بصلديين. ورطل اللحم بخمسة عشر صلديا ، ولا فرق بين البقر والغنم إلا العجول فإنها بثمانية عشر ، والدجاجة الصغيرة بريال ، ودجاجة الهند بثمانية فرنك ، والإوز واحدة بنصف ريال. والزبد يختلف بالجودة والطراوة وضدها ، فهو من عشرين صلديا إلى أربعين ، والبيض اثنان منه بصلدي ، والأرنب بريال للواحدة ، ورطل السكر بفرنك واحد ، والقهوة بفرنكين ، والشكلاط بنصف ريال ، ورطل الأتاي من اثني عشر فرنكا إلى خمسة عشر. وليس عندهم الأتاي الجيد بل ولا المتوسط ، إنما أتايهم حشيش يابس لا مذاق فيه للأتاي المعروف ، ولو لا الحليب ما كان يشرب ولا اعتناء لهم به (٢). وثمن الثور حيا من ماية وعشرين فرنكا فأكثر. والثور الذي لا
__________________
(١) انظر ما أوضحناه بخصوص هذه النقطة في الهامش ٢٨ في الصفحات السابقة من هذا الكتاب.
(٢) كان دخول الشاي إلى المغرب في القرن الثامن عشر ، وانحصر استهلاكه في بداية الأمر على الأوساط المخزنية. وكان غالبا ما يحشر مع مختلف الهدايا المبعوثة من ملوك الدول الأوربية بواسطة سفرائهم إلى سلاطين المغرب. أما في زمن محمد الصفار ، فقد اتسع نطاق استهلاك مادة الشاي ، حتى بلغ جل أطراف الصحراء وواحاتها. انظر :
J. ـ L. Mie؟ge," Origine et de؟vloppement de la consommation du the؟au Maroc", Bulletin e؟conomique et social du Maroc, ٠٢, ١٧) ٦٥٩١ (: ٧٧٣ ـ ٨٩٣;