لذالك أجلا. فإذا مضى الأجل ، ينظر ، فإن زادت تلك السلعة دفع البائع للمشتري تلك الزيادة ، وإن نقصت دفعها المشتري للبائع. وإن لم تزد ولم تنقص فلا له ولا عليه. وحيلهم وتدبيراتهم في ذالك لا تحصى ، واستنباطاتهم لا تستقصى. (يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ)(١).
وهذا ما تيسر للعبد الضعيف جمعه مع تشويش البال وتزاحم الأشغال. ولو لا مساعدة من تجب إجابته وتتحتم طاعته ، لما كدت ولا قررت أن أفعل شيئا من ذالك ، لعلمي واعترافي بعجزي عن سلوك تلك المسالك. لاكن بركة الامتثال عادت على كنافة الفكر بالانتثال. وإني أعتذر من التقصير ، وأعترف بعدم التحرير ، وأستغفر الله مما جنته يداي ، وأبصرت هناك عيناي من المناكر الشنيعة ، وسمعته أذناي من الإشراك والكفريات الفظيعة ، ومن مخالطة أهل الضلال. وأسأله سبحانه الانتظام في سلك أهل الكمال ، وإن لم يكن لي ما لهم من صالح الأعمال ، وأن يميتنا على حسن الخاتمة بجاه عين الرحمة والواسطة في كل نعمة ، سيدنا ومولانا محمد صلىاللهعليهوسلم وشرف وكرم ، وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته وأهل بيته وحزبه وأنصاره ، وأهل ملته وشريعته ومن في سلكهم انتظم ، آمين ، وءاخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
وكان الفراغ منه ، حادي عشر رمضان عام اثنين وستين ومايتين وألف (٢) ، رزقنا الله خيره ووقانا ضيره.
__________________
(١) سورة الروم ، الآية ٦.
(٢) موافق ٢ شتنبر ١٨٤٦.