قضاها في فرنسا (١). وفي يوم ٢٢ مارس ١٨٤٦ ، التقى القنصل البريطاني جون دراموند هاي (J.D.HAY) ، الذي كان أيضا في طريقه إلى مراكش ، بأشعاش في الرباط ، فتناولا الشاي معا هناك. وكتب هاي في مذكراته متحدثا عن أشعاش ما يلي : «إنه ليعتبر بحق من أحسن المغاربة الذين رأيتهم ، ويبدو أنه قد زالت عنه تلك الدرجات المعهودة من التعصب عند المغاربة بعد زيارته باريز» (٢). وحسب ما جاء عند دراموند هاي ، فقد أحاط السلطان استقبال السفير أشعاش بكل مظاهر التشريف والإجلال ، وفي ذلك دليل على رضى السلطان عن سلوك مبعوثه أثناء وجوده في الخارج.
وعاد أشعاش إلى تطوان لممارسة مهام الباشوية على المدينة ، غير أنه ما كان بمقدرته نسيان أولئك الذين نزل عندهم ضيفا في الديار الفرنسية. وتفيدنا بعض النصوص الموجودة ضمن الوثائق الفرنسية أنه كتب إلى دوشاستو (De Chasteau) العبارات التالية : «إذا كانت لكم رغبة شيء ، فأخبروني بها ، وبعون الله تعالى سوف ألبيها لكم» (٣). ونجده بالفعل خلال ربيع ١٨٤٦ وصيفه ، يزود القنصل الفرنسي بمعلومات قيمة عن بعض القضايا المحلية (٤). وما لبث أن ظهر مناصرون آخرون لفرنسا ، فتوسعت دائرة الأشخاص الذين اعتادوا الحصول على المال من الفرنسيين بمن فيهم كبار موظفي المخزن. وحسب المصادر الفرنسية ، فإن الوزير ابن إدريس قد حصل من الفرنسيين على مبلغ قيمته ٢٩٠ ، ٢٩ فرنك بالعملة الإسبانية الذهبية المعروفة قديما بالدبلون. كما وافق بوسلهام بن علي على تسلم ما قيمته ٣٦٠ ، ١٠ فرنكا بعد أن أقسم على «كتمان ذلك». وتلقى عامل الريف المدعو بن عبو وعودا بالحصول على ما قدره ٠٠٠ ، ١٨ فرنك سنويا «طالما استمر في قيامه بأعمال يكون من شأنها
__________________
(١) وثائق عائلية ، ابن ادريس إلى محمد الرزيني ، ٢٠ ربيع الأول ١٢٦٢ / ١٨ مارس ١٨٤٦.
(٢) J. H. D. Hay, Journal of an Expedition to the Court of Marocco in the year ٦٤٨١) Cambridge, ٨٤٨١ (, p. ٥٤.
(٣) ٦٨ / ١٦AAE / CPM ، أشعاش إلى دوشاستو ، ١٠ مارس ١٨٤٦.
(٤) ٢١٢ / ١٧AAE / CPM ، دوشاستو إلى كيزو ، ٢٧ شتنبر ١٨٤٦. يحدثه فيها عن التقرير الذي بعث إليه به أشعاش حول وصول قطع صغيرة من الأسطول البريطاني إلى تطوان.