سيما البابانيين ثم ظهر محمد باشا الراوندوزي ببسالة لا يزال الكرد يتغنون بها ، وإن الأديب الفاضل المرحوم السيد حزني كان يقول بالعلاقة والصلة لهذا الأمير بالصهرانيين السابقين ، ولم أجد ما يعين ذلك من نصوص ، وقد أبدى أنه كان لديه بعض الوثائق الموصلة كما أشرنا الى ذلك ، وله كتاب في إمارة الصهرانيين قد طبع ، والمهم أن نجد وثائق منصوصا عليها. وتعرض في كتاب التعريف بمساجد السليمانية لذكر الراوندوزي (١).
وكل ما نقوله اننا في (تاريخ اربل) قد ذكرنا ما تيسر لنا بيانه من أمراء ، وقد تمكنت الدولة العثمانية من القضاء على الراوندوزي كما قضت على أمراء العمادية ، وأمراء بابان. ولا تزال بقايا هذه الإمارة ولكنها الآن في قلة وبوضع عشيرة صغيرة ، أو أسرة ورئيسهم اليوم علي بك ابن خورشيد بك ، وتجاورهم قبيلة (زراري) ، ويسكنون في ناحية باتاس. وتعد من بقايا «إمارة سوران» الأخيرة. وقراهم «كرد مامك» ، و «افراز» وغيرهما. وتقع على الضفة اليسرى من الزاب الأعلى. وأصل مواطنهم في كويسنجق. وإن قوج باشا يعد من أجداد إبراهيم فصيح الحيدري لامه وهو الذي حارب نادر شاه ، وإن انقراضها كان بسبب آل بابان وزيادة نفوذهم وتوسع سلطتهم ، وظهور محمد باشا الرواندوزي من الجهة الأخرى.
وقد ذكر السيد إبراهيم فصيح الحيدري «قبيلة سوران» في كتابه «عنوان المجد في تاريخ بغداد والبصرة ونجد» بما نصه :
«عشيرة الصهران : هي في الأصل أميرة جميع الأكراد ، والصهران من طيىء نسبا ، ومنهم حكام كويسنجق أولاد عثمان باشا. وقد انقرض هؤلاء الحكام ، وبقي منهم بعض الضعفاء بعد أن كانوا ملوك الأكراد. والأكراد يعترفون بذلك ، وحق هذه الطائفة التقدم إلا أن القلم زل بتأخيرها كما جرت المقادير بزوال ملكها.» ا ه (٢) هذا. وتسمى اليوم «عشيرة ميران بكي».
__________________
(١) التعريف بمساجد السليمانية ص ٢١.
(٢) عنوان المجد.