قد عرفونا ببعض القبائل القديمة ، ومن بينها (قبيلة كلهر) أو كلهور ، فهي قديمة إلا أن سكناها في هذه الأنحاء القريبة من مندلي تدعو للالتفات ، فهي محل نظر. ويفسر بأنهم مجاورون فتجاوزوا.
وكان صاحب نزهة الجليس قد مر بهم من العراق مجتازا الى تلك الأنحاء وصل الى بلاد الروز (بلد روز المعروفة قديما براز الروز) ، ثم رحل منها الى بندر علي وكل هذه كانت من أنحاء بغداد ، ثم جاء الى قرية سومار ، ويسكنها أكراد كلهور وهي أول حد العجم يسكنها الأكراد ثم رحل الى قرية جمنسورت ويسكنها كلهور أيضا وقال : «أقمنا بها باعزاز وإكرام ثلاثة أيام في بيت حاكم الأكراد الأمير محمد علي خان ، وفي كل يوم يخرج بنا بين تلك المياه والزهور والآكام والربا لصيد الأرانب والظبي ... وأسلوب هؤلاء الأكراد كالعرب البوادي ، تراهم في كل جبل وواد ، متفرقين كالجراد (الى أن قال) ثم رحلنا من جمنسورت فأتينا قرية كيلانك. ثم رحلنا فأتينا الى قرية تسمى جشمه قنبر. ورحلنا ، فأتينا (هارون آبا) ، وهي قرية لطيفة. ورجعنا فأتينا إلى ماهي دشت وكل هذه القرى عامرة. ورحلنا فأتينا مدينة كرمان شاه انتهى». (١)
وهذه القرى كلها ـ ما عدا كرمان شاه ـ من قرى كلهور ...
ومن أهم مواطنهم (الإيوان) ، وهذا يقع في شمال (ده بالا) وشمالها الغربي وإن مياهه تروي قضاء مندلي ، وتدخل حدود العراق. وتقرير الحدود لا يختلف في بيانه عن سياحتنامهء حدود. وهذه المياه أي مياه سومار وما يتصل بها وهو كنكر كانت تأتي من الأراضي بين الإيوان ، وده بالا من مانشت الجبل المعروف من أقصى نقطة منهم ، وهو من سلسة شيره زول ، فتسقي مندلي وما يتصل به كقرية (دوشيخ) ، و (قزانية) ... فإذا قطع حرمت مندلي وقراها من المياه ، وتهددت حياة بساتينهم الأمر الذي يؤدي الى توتر العلاقات دائما ، ولا سبب لذلك سوى هذه القبيلة ... مما أدى الى النزاع
__________________
(١) نزهة الجليس ج ١ ص ١٣٢.