فخلفه ابنه (مير حاجي شيخ بك) ، ثم صار ابنه (اغا بك) ، فولي بعده ابنه (ذو الفقار بك).
وفي أيام هذا الأخير خذلت عشائر الحدود بخذلان (أمراء سوران) من البلباس ، فتفرقوا وصارت لاهيجان في تسلطهم ، وإن أولاد شاب اغا قد بقوا في اشنة ، فانقادوا للدولة العثمانية ، فتوفي ذو الفقار بك فصار مكانه ابنه ابو القاسم بك. وكان هذا في أيام نادر شاه. وفي أيامه مال ابنه جعفر بك ابن ابي القاسم بك الى نادر شاه ولما قتل نادر شاه عاد جعفر خان الى اصل عشيرته.
ولما ولي الأفغان إيران لم يتعرضوا باشنة لانحرافها وبعدها ، فبقيت بنجوة حتى ملك كريم خان الزند فلم يتسلط على اشنة أيضا. وفي سنة ١١٩٥ ه أو سنة ١١٩٦ ه توفي جعفر خان فخلفه ابنه افراسياب ، وكانت له شوكة هناك ، فخلفه أخوه محمد سليم بك. وهذا مدة إمارته لم يتصل بإيران ، فآلت الإمارة الى افراسياب بن قاسم بك.
ثم إن جعفر بك ابن محمد سليم بك أحدث زعازع ، فانتصر على سابقه وصار يسمى جعفر سلطان ، وبعده ولي ابنه صمد خان فصار حاكما وكانوا يؤدون الخراج لإيران من أيام جعفر سلطان لمدة ٥٠ سنة كما عرف من استشهاد قدم الى الفريق درويش باشا سنة ١٢٦٨ ه.
هذا ما أمكن تلخيصه من تقرير الحدود عن (قبيلة زرزا) وطريق انتشارها ، وأوضاعها منذ مائة سنة وقد مر الكلام في بلباس وهناك علاقات بها ، كما أن سوران ذات علاقة بها (١) ... ولم يصرح في معاهدة السلطان مراد بشيء عن هذه القبيلة ولكننا عرفنا علاقتها بقبائل بلباس ومير باساك. وجاء ذكرها في الشرفنامة ولم يتعرض للتفصيل عنها بل أن الفصل الخاص بها مفقود (٢) ولم يسبق للمؤرخين أن بحثوا فيها إلا أننا رأينا النقل من
__________________
(١) في تاريخ العراق ، وتاريخ اربل تفصيل.
(٢) مقدمة الشرفنامة ص ١٦.