مما قرره (غلاة التصوف) الذين قام في وجههم العالم الإسلامي ، وهاج عليهم لما كان من أساساتهم هدم الدين ، وإلغاء فرائضه ...
والطرق المعروفة كان تأثيرها على القبائل كبيرا ، ثم استخدمت في السياسة ، وربما انقلبت المشيخة الى إمارة ، فاستغل هؤلاء الطاعة والاذعان. وربما كان أصل أرباب الطريقة بعيدين عن ذلك ، ولكن شعر أخلافهم بما شعروا به ، أو مالوا بهم الى الغلو.
كانت (الطريقة السهروردية) شائعة بين قبائل الكرد ، واكتسبت مكانة عظيمة ، والنصوص التاريخية تعين ذلك ، وموطن ذكرها (تاريخ العراق) ، وإنما تدعو الحاجة لذكر الطرق المعروفة اليوم بين القبائل.
١ ـ الطريقة القادرية :
كانت هذه الطريقة متمكنة في الكرد ، ولها مكانتها إلا أنها في هذه الأيام قل تأثيرها على الكرد ، ولا يزال الميل الى النقشبندية في ازدياد ، وسائرا بانتظام .. وكانت مكانتها أكبر من غيرها خالية من الغلو ... لما كان الشيخ عبد القادر الكيلاني متصفا به من صلاح وتقوى ، وصار مقتدى الكل. ولا شك أن للقائمين من رجال الطرق المكانة اللائقة ... ولكن نشاط النقشبندية كان أقوى من غيره ، بل تغلب.
وهنا شيوخ الطريقة سائرون تبعا لما هناك من مؤلفات في الطريقة ، وليس فيها خفاء ، وكل ما يقال عنها أنها مقبولة في أساساتها ، وليس فيها ما يشم منه رائحة الوحدة ، أو الاتحاد ، أو الحلول ... فهي طريقة زهد إلا أنها اليوم تابعة لرسوم تكاد تشغل المرء عن الفرائض الدينية ، وفيها تكلفات لا تطاق. والأمر الذي يؤسف له أن هذه الطرق كونت ما هو أشق من الرسوم الدينية من التقاليد ، وأضيفت الى ما في الدين فكأننا قد جمعنا بين الاثنين مما ساق الى الكسل والعطالة ... ولم يلتفت القوم الى أن أداء الفرائض الدينية هي المطلوبة شرعا ، وأن أمور الطريقة غالبها النوافل فليست من ضروريات الدين ، أو الأمور الأخرى التي لا أصل لها إلا أن