ولوقوعها في الحدود ، ولأنها تتردد بين إيران والعراق ففي رحلة الشتاء تميل الى السليمانية والأنحاء العراقية الأخرى وفي رحلة الصيف تذهب الى إيران. مما دعا أن يشار الى القبائل المنازع فيها في المعاهدة المذكورة.
وأكثر ما جاء عن هذه القبيلة من التدوينات نراه في تقرير (تحديد الحدود الإيرانية) المقدم من الفريق درويش باشا في سنة ١٢٦٩ ه والمطبوع سنة ١٢٨٣ ه وسنة ١٣٢١ ه ، وفي كتاب خورشيد باشا مكتوبي وزارة الخارجية المسمى (سياحتنامه حدود) وكان قد رافق درويش باشا فكتب ما علمه بأمر من السلطان وإيعاز من وزير الخارجية بصورة خاصة وكذا جاء عن هذه القبيلة في دوحة الوزراء ، وفي (عنوان المجد في تاريخ بغداد والبصرة ونجد) للسيد إبراهيم فصيح الحيدري ، وراجعت أيضا نفس القبيلة وتحققت منها أشياء كثيرة لها قيمتها سواء من رؤسائها أو من أمرائها.
لم نجد من تعرض لوجه تسمية هذه القبائل ب (الجاف) وقد سألنا الكثيرين منهم فلم نظفر ببغية. كانوا في جوانرود ، فجاءوا العراق ، ولا يزال قسم منهم في (جوانرود). ولعل (الجاف) منحوت من (جوانرود) نطق به العرب ، فعم وشاع ولعل في القراء من يدري سبب التسمية وتاريخه لما قبل المعاهدة الإيرانية ـ التركية أيام السلطان مراد الرابع فيفيدنا.
والظاهر ان القبيلة لم يكن لها من الشأن ما يستدعي التدوين عنها ، وإنما عظم شأنها أيام النزاع بين إيران والعراق. ومن ثم شعروا بوجودهم للعلاقات الحربية بين الدولتين الإيرانية والعثمانية ، فكانوا كما يظهر أعانوا الدولة العثمانية ، فأدرجوا في المعاهدة تأييدا لولائهم ولما قاموا به من خدمات ، والفرق الأخرى جعلت لإيران من جراء عين السبب ... أو لتوطنها إيران وبعدها عن العلاقات السياسية.
ولما كانت الحكومة في العراق عاجزة عن تعقب أثرهم في استحصال البيتية وتسمى (الكودة) «الرسوم المعلومة» فقد اتفقت مع أمرائهم على مقطوع يستوفى بقسطين يؤدى الى لواء السليمانية في الربيع وفي