النشر وقوله (وَالْفَجْرِ) بالتفخيم أولى تقدم أن الصحيح فيه التفخيم للكل ومقابلة الواهي يعتبر عروض الوقف والله تعالى أعلم (١).
باب
حكم اللامات تغليظا ، وترقيقا
تغليظ اللام تسمينها لا تسمين حركتها ويرادفه التفخيم إلا أن المستعمل كما مر التغليظ في اللام ، والتفخيم في الراء والترقيق ضدهما وقولهم الأصل في اللام الترقيق أبين من قولهم الأصل في الراء التفخيم ، وذلك أن اللام لا تغلظ إلا لسبب ، وهو مجاورتها حرف استعلاء ، وليس تغليظها مع وجوده بلازم ، بل ترقيقها إذا لم تجاوره لازم كذا في النشر
ثم إن تغليظ اللام متفق عليه ، ومختلف فيه فالمتفق عليه : تغليظها من اسم الله تعالى وإن زيد عليه الميم بعد فتحة مخففة ، أو ضمة كذلك نحو (اللهِ رَبِّنا ، شَهِدَ اللهُ ، أَخَذَ اللهُ ، سَيُؤْتِينَا اللهُ ، رُسُلُ اللهِ ، قالُوا اللهُمَ) قصدا لتعظيم هذا الاسم الأعظم فإن كان قبلها كسرة مباشرة محضة فلا خلاف في ترقيقها سواء كانت متصلة أو منفصلة عارضة أو لازمة نحو (بِاللهِ ، أَفِي اللهِ ، بِسْمِ اللهِ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ ، ما يَفْتَحِ اللهُ ، قُلِ اللهُ ، أَحَدٌ اللهُ) لكسر التنوين
واختلف فيما وقع بعد الراء الممالة ، وذلك في رواية السوسي في (نَرَى اللهَ ، وسَيَرَى اللهُ) فيجوز تفخيم اللام لعدم وجود الكسر الخالص قبلها ، وترقيقها لعدم وجود الفتح الخالص قبلها ، والأول اختيار السخاوي كالشاطبي ، ونص على الثاني الداني في جامعه ، وقال إنه القياس قال في النشر قلت : والوجهان صحيحان في النظر ثابتان في الأداء انتهى.
وأما نحو قوله تعالى (أَفَغَيْرَ اللهِ ، يُبَشِّرُ اللهُ) إذا رققت راؤه للأزرق فإنهن يجب تفخيم اللام من اسم الله تعالى بعدها قولا واحدا لوجود الموجب ، ولا اعتبار بترقيق الراء قبلها.
وأما المختلف فيه فكل لام مفتوحة مخففة ، أو مشددة متوسطة ، أو متطرفة قبلها صاد مهملة ، أو طاء ، أو ظاء سواء سكنت هذه الثلاث ، أو فتحت خففت ، أو شددت فأما الصاد المفتوحة مع اللام المخففة فوقع منها (الصَّلاةَ ، وَصَلَواتِ ، وصَلاتَكَ ، وصَلاتِهِمْ ، وصَلَحَ ، وفُصِّلَتْ ، ويُوصَلَ ، وفَصَلَ ، ومُفَصَّلاً ، ومُفَصَّلاتٍ ، وَما صَلَبُوهُ) ومع اللام المشددة (صَلَّى ، ويُصَلِّي ، وتَصْلى ، ويُصَلَّبُوا) ووقع مفصولا بألف في موضعين
__________________
(١) للمزيد عن هذا الباب انظر كتاب النشر في القراءات العشر للعلامة محمد بن الجزري : (٢ / ٩٠ ، ١١٠). [أ].