باب التكبير
الأكثرون على ذكره هنا وهو الأنسب كما ذكره صاحب النشر (١) لتعلقه بالختم والدعاء وغير ذلك وذكره بعضهم كالهذلي وصاحب الأصل مع البسملة وبعضهم عند سورة الضحى كابن شريح وسبب التكبير ما رواه الحافظ أبو العلاء بإسناده عن البزي أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم انقطع عنه الوحي فقال المشركون قلى محمدا ربّه فنزلت سورة والضحى فقال النبي صلىاللهعليهوسلم الله أكبر تصديقا لما كان ينتظر من الوحي وتكذيبا للكفار وأمر صلىاللهعليهوسلم أن يكبر إذا بلغ الضحى مع خاتمة كل سورة حتى يختم تعظيما لله تعالى واستصحابا للشكر وتعظيما لختم القرآن وهو أعنى التكبير سنة ثابتة لما ذكر ولقول البزي أيضا عن الشافعي وضي الله عنه قال لي إن تركت التكبير فقد تركت سنة من سنن رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقال الإمام أبو الطيب هو سنة مأثورة عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعن الصحابة والتابعين وهذا عام خارج الصلاة وداخلها كما يأتي النص عليه إن شاء الله تعالى وأعلم أن التكبير صح عن أهل مكة قرائهم وعلمائهم وأئمتهم ومن روى عنهم صحة استفاضت وذاعت وانتشرت حتى بلغت حد التواتر قاله الحافظ الشمس ابن الجزري رحمهالله تعالى قال أبو الطيب ابن غلبون والتكبير سنة بمكة لا يتركونها ولا يعتبرون رواية البزي وغيره وقال الأهوازي والتكبير عند أهل مكة سنة مأثورة يستعملونه في قراءتهم والدرس والصلاة وقد رواه الحاكم في مستدركه من حديث أبي بن كعب مرفوعا وقال حديث صحيح الإسناد قال الحافظ ابن الجزري قلت لم يرفع أحد حديث التكبير سوى البزي وسائر الناس ورووه موقوفا عن ابن عباس ومجاهد وغيرهما وروينا عن الإمام الشافعي رضي الله عنه أنه قال إن تركت التكبير فقد تركت سنة من سنن نبيك صلىاللهعليهوسلم وهذا يقتضي تصحيحه كما قاله شيخنا الحافظ ابن كثير وانتهى (٢).
وقد صح عن ابن كثير من روايتي البزي وقنبل وورد عن أبي عمرو من رواية السوسي وكذا عن أبي جعفر لكن من رواية العمري وافقه ابن محيصن فأما البزي فلم يختلف عنه وفيه واختلف عن قنبل فالجمهور من المغاربة على عدم التكبير له وهو الذي
__________________
(١) انظر النشر : (٢ / ٤٠٥). [أ].
(٢) جميع هذه الأقوال مأخوذة من كتاب النشر لابن الجزري : (٢ / ٤٠٥ إلى ٤٢٩). [أ].