سورة الروم
مكية (١) وآيها تسع وخمسون مكي ومدني أخير وستون في الباقي خلافها خمس الم كوفي غلبت الروم غير مكي ومدني أخير بضع سنين غيره وكوفي سيغلبون غير مكي بخلف يقسم المجرمون مدني أول. (القراءات) قد مرّ سكت أبي جعفر على حرف (الم)(٢) كإمالة (الدُّنْيا) لحمزة والكسائي وخلف والدوري عن أبي عمرو بخلفه وتقليلها للأزرق وأبي عمرو بخلفهما وقرأ (رُسُلُهُمْ) بسكون السين أبو عمرو.
واختلف في (عاقِبَةُ الَّذِينَ) [الآية : ١٠] الثاني فنافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب بالرفع اسما لكان وخبرها السوأى وهو تأنيث الأسوأ أفعل من السوء وأن كذبوا مفعول من أجله متعلق بالخبر لا بأساءوا للفصل حينئذ بين الصلة ومتعلقها بالخبر وهو ممتنع وافقهم اليزيدي والحسن والباقون بالنصب خبرا لكان والاسم السوأى أو السوأى مفعول أسائوا وإن كذبوا الاسم وخرج بالثاني الأول والثالث كيف كان عاقبة المتفق على رفعهما وأمال (السُّواى) حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق وأبو عمرو بخلفهما ويمد همزها الأزرق وصلا مدا مشبعا عملا بأقوى السببين وهو المد لأجل الهمز بعدها كما مرّ فإن وقف عليها جازت الثلاثة له بسبب تقدم الهمز وذهاب سببية الهمز بعد ويوقف عليها لحمزة بنقل حركة الهمزة إلى الواو على القياس وبالإبدال والإدغام إجراء للأصلي مجرى الزائد وحكي ثالث وهو التسهيل بين بين لكنه ضعيف كما في النشر وقرأ أبو جعفر (يَسْتَهْزِؤُنَ) بحذف الهمزة وضم الزاي وصلا ووقفا ويوقف عليه لحمزة بالتسهيل كالواو على مذهب سيبويه والجمهور بإبدال الهمزة ياء على رأي الأخفش وبالحذف مع ضم الزاي كأبي جعفر للرسم على مختار الداني فهذه ثلاثة لا يصح غيرها وأما التسهيل كالياء وهو المعضل وإبدالها واوا فكلاهما لا يصح وكذا الوجه الخامل وهو الحذف مع كسر الزاي كما حقق في النشر وإذا وقف عليه للأزرق فمن روى عنه المد وصلا وقف كذلك مطلقا ومن روى عنه التوسط وقف به إن لم يعتد بالعارض وبالمد أن اعتد به ومن روى عنه القصر وقف كذلك إن لم يعتد بالعارض وبالتوسط والإشباع إن اعتد به ويوقف لحمزة وهشام بخلفه على (يَبْدَؤُا) بإبدال الهمزة ألفا على القياسي ويجوز
__________________
(١) انظر الإتقان للسيوطي : (١ / ٢٥). [أ].
(٢) أي : (أ ، ل ، م). [أ].