المراء والجدال ، وعن القيل والقال ، والجواب والسؤال إلّا في مسائل الحلال والحرام ، معرضاً عن الحسد والطمع وطول الآمال ، صابراً على البأساء والضرّاء وشدائد الأحوال ، غير جازع على الضنك والضيق والفقر والفاقة وعدم المال ، وأرجو من الله المتعال أن لا يحوّل حالي هذه في بقيّة عمري إلّا إلى أحسن الأحوال ، وأن يجعل عاقبتي خيراً ممّا مضىٰ .
وبالجملة قد وقفتُ عمري على التدريس والتأليف والتصنيف ولم أكترث بما أصابني من أذىٰ كلّ وضيع وشريف ، ولو شئت أن أذكر نُبذاً ممّا أصابني من أهل هذا البلد وشطراً من ابتلائي بشرّ الحاسد إذا حسد لملأتُ الطوامير وسطرتُ الأساطير ، ولكنّي أسدلُ دونها ثوباً وأطوي عن ذكرها كشحاً فإنّ الصبر على هاتي أحجىٰ وإنْ كان في العين قذىٰ وفي الحلق شجىٰ .
خليليّ جرّبتُ الزمانَ وأهله |
|
فلا عهدهم عهدٌ ولا ودّهم ودُّ |
بلاءٌ علينا كوننا بين معشرٍ |
|
ولا فيهم خيرٌ ولا منهمُ بدُّ |
إلى غير ذلك ممّا ذكره بنفسه .
٧ ـ مشايخه في العلم :
أخذ المترجَم له علومه الابتدائية في الصرف والنحو
والمنطق والمعاني والبيان والبديع والتجويد من أساتذة الوقت في ساوة وكاشان ، وفرغ منها ولم يتجاوز الخامسة عشر من عمره ، ثمّ شرع في الفقه وأصوله