الحسين عليهالسلام يوم عاشوراء بأصحابه صلاةً باهىٰ الله بها ملائكته المقرّبين (١) ، وقبل بشرافتها صلاة الأنبياء والمرسلين لانقطاعه عن التعلّق بما سوى الحقّ وبذله جميع ما كان له في سبيل الحقّ قائلاً بلسان الحال بل القال :
تركتُ الناس طرّاً في هواكا |
|
وأيتمتُ العيال لكي تراكا |
ولو قطّعتني إرباً فإرباً |
|
لما حنّ الفؤاد إلى سواكا (٢) |
ويحتمل أن يُراد بإقامة الصلاة هو الإقرار بولاية أمير المؤمنين عليهالسلام ، كما أنّ المراد بإيتاء الزكاة يُحتمل أن يكون هو الإقرار بولاية سائر الأئمّة عليهالسلام ، ويؤيّد ذلك ما في حديث النورانية من قوله عليهالسلام : يا سلمان ويا جندب : «إنّ معرفتي بالنورانيّة معرفة الله ، ومعرفة الله معرفتي ، وهو الدِّين الخالص يقول الله : (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا) بالتوحيد ، وهو الإخلاص وقوله : (حُنَفَاءَ) وهو الإقرار بنبوّة محمّد صلىاللهعليهوآله ، وهو الدِّين الحنيف قوله : (وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ) وهي ولايتي ، فمَن والاني فقد أقام الصلاة ، وهو صعبٌ مستصعب (وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ) (٣) وهو الإقرار بالأئمّة ، (ذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)) (٤) .
______________________________________________________
وحّدوه فليس له من عبادة الخلق إلّا إظهار الكرام والقدرة ، فاجعل الحياء رداءً والعجز إزاراً وادخل تحت سرير سلطان الله تعالى تغتنم فوائد ربوبيّته مستعيناً به مستغيثاً إليه) .
١ ـ راجع مقتل الحسين للسيّد المقرم ص ٢٤٥ ، ط قم الشريف الرضي .
٢ ـ أسرار الشهادة ص ٤٢٣ .
٣ ـ البيّنة : ٥ .
٤ ـ أخرجها الحافظ رجب البرسي في مشارق
أنوار اليقين ص ٣٠٣ ط : قم الشريف الرضي ١٤٢٢ هـ ، ورواها سلمان وأبو ذر عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال : (ياسلمان لا