وفي كتاب مطالب السؤول أنّه عليهالسلام كان يُكرم الضيف ويمنح الطالب ويصِل الرحم ، وينيل الفقير ، ويسعف السائل ، ويكسو العاري ، ويشبع الجائع ، ويُعطي الغارم ، ويشدّ الضعيف ، ويشفق على اليتيم ، ويعين ذا الحاجة ، وقلَّ أنْ وصله مالٌ إلّا فرّقه (١) . ونقل : أنّ معاوية لمّا قدم مكّة وصله بمالٍ كثير ، وثيابٍ وافرة ، وكسوة وافية فردَّ الجميع عليه ولم يقبله منه ، وهذه سجيّة الجواد ، وشنشنة الكريم ، وسمة ذي السماحة ، وصفة مَن قد حوى مكارم الأخلاق ، فأفعاله المتلوة شاهدة له بصفة الكرم ناطقة بأنّه متّصف بمحاسن الشيم ، وقد كان في العبادة مقتدياً بمَن تقدّم حتّى نقل عنه عليهالسلام : أنّه حجّ خمساً وعشرين حجّة إلى الحرم وجنائبه تُقاد معه وهو ماشٍ على القدم (٢) .
والأمر بالمعروف : هو الحمل على الطاعة قولاً أو فعلاً (٣) ، والنهي عن المنكر : هو المنع عن المعاصي كذلك (٤) ، والمعروف : هو الفعل الحسن المشتمل على وصف زائد على حسنه سُمّيَ به لأنّ العقل يعرفه ويحسنه (٥) ، والمنكر : هو الفعل القبيح الذي عرف فاعله قبحه ، سمّي به لأنّ العقل ينكره وينكر على فاعله ، ولا إشكال في وجوبها شرعاً لورود الآيات والأخبار الكثيرة
________________________
١ ـ مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي المتوفىٰ ٦٥٢ هـ ح ٢ ، ص ٦٣ ، الفصل السابع في كرمه ط : أُمّ القرىٰ .
٢ ـ إلى هنا انتهى كلام ابن طلحة الشافعي في مطالب السؤول ج ٢ ، ص ٦٣ ، وراجع ترجمة الإمام الحسين عليهالسلام من تاريخ دمشق لابن عساكر ص ١٩٤ ـ ١٩٧ .
٣ ـ هذا التعريف ذكره الشهيد الثاني في الروضة البهية على شرح اللمعة الدمشقية ج ١ ، ص ٣٤٢ .
٤ ـ نفس المصدر .
٥ ـ راجع شرائع الإسلام للمحقّق الحلّي قدسسره ج ١ ، ص ٣١٠ ط قم إسماعيليان .