وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذٰلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ .
والمشار إليه بذا هو القتل والظلم ، و (الكاف) حرف الخطاب يُبيّن به حال المخاطب من الإفراد ، والتثنية ، والجمع ، والتأنيث والتذكير ، ولذا يختلف اسم الإشارة مع هذا الحرف ، فيقال : ذالكم ، وذالكما ، وإنّما استحقّ الراضي اللعن مع عدم صدور الظلم منه ، لأنّ رضاه كاشف عن سوء سريرته ، وشقاوة باطنه بالنسبة إلى أهل البيت ، فيكون عدوّاً لهم بحيث لو قدر على الظلم لكان ظالماً لهم فلا يكون مسلماً كيف ؟
وشرط الإسلام محبّة الأئمّة الأعلام كما دلّ كثير من الأخبار (١) ، وشهد به سليم الذوق والاعتبار ، وهذا السرّ في قتل القائم عليهالسلام من ذراري الأعداء ما لا يُحصىٰ لكونهم راضين بما فعل آباؤهم (٢) .
________________________
١ ـ راجع كتاب بشارة المصطفى لشيعة المرتضى ، للطبري .
٢ ـ روى الشيخ الصدوق في علل الشرائع ج
١ ، ص ٢٦٨ ، باب ١٦٤ ، ط الأعلمي بيروت ، عن عبدالسلام بن صالح الهروي قال : قلتُ لأبي الحسن الرضا عليهالسلام : يابن رسول الله ما تقول في حديث روي عن الصادق عليهالسلام أنّه قال : إذا خرج
القائم قتل ذراري قتلة الحسين عليهالسلام بفعال آبائها . فقال
عليهالسلام : هو كذلك . فقلتُ :
فقول الله عزّوجلّ : (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ) ما معناه ؟ فقال : صدق الله في جميع أقواله لكن ذراري قتلة الحسين يرضون أفعال آبائهم ، ويفتخرون بها ومَن رضي شيئاً كان كمَن أتاه ، ولو أنّ رجلاً قتل في المشرق فرضي بقتله رجلٌ في المغرب لكان الراضي عند الله شريك القاتل ، وإنّما يقتلهم القائم إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم ،