وفي بعضها عنه عليهالسلام قال : (إنّ إبليس قال : (أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ) (١) فأبىٰ الله ذلك عليه فقال : (فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ * إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) (٢) فإذا كان يوم المعلوم ظهر إبليس في جميع أشياعه منذ خلق الله آدم إلى يوم الوقت المعلوم ، وهي آخر كرّة يكرّها أمير المؤمنين عليهالسلام قلتُ : وأنّها لكرّات ؟ قال : نعم لكرّات وكرّات ما مِن إمام في قرن إلّا ويكرُّ معه البرّ والفاجر في دهره حتّى يديل الله المؤمن على الكافر) (٣) .
________________________
١ ـ سورة الأعراف : ١٤ .
٢ ـ سورة الحجر : ٣٧ و ٣٨ .
٣ ـ مختصر بصائر الدرجات ص ٢٦ ، والبحار ج ٥٣ ، ص ٤٢ ، ح ١٢ ، والرجعة ص ٣٤ ، ح ٣ ، وإليك تكملة الرواية :
( ... فإذا كان يوم الوقت المعلوم كرّ أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) في أصحابه ، وجاء إبليس في أصحابه ، ويكون ميقاتهم في أرض من أراضي الفرات يقال لها : الروحاء ، قريب من كوفتكم ، فيقتتلون قتالاً لم يقتتل مثله منذ خلق الله ـ عزّوجلّ ـ العالمين ، فكأنّي أنظر إلى أصحاب عليّ أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ قد رجعوا إلى خلفهم القهقرى مئة قدم ، وكأنّي أنظر إليهم وقد وقعت بعض أرجلهم في الفرات .
فعند ذلك يهبط الجبّار ـ عزّوجلّ ـ في ظللٍ من
الغمام ، والملائكة ، وقضي الأمر رسول الله صلىاللهعليهوآله أمامه بيده
حربة من نور ، فإذا نظر إليه إبليس رجع القهقرى ناكصاً على عقبيه ، فيقول له أصحابه : أين تريد وقد ظفرت ؟ فيقول : (إنّي أرى
ما لا ترون) (إنّي أخاف الله ربّ العالمين) ، فليحقه النبيّ صلىاللهعليهوآله فيطعنه طعنةً بين كتفيه ، فيكون هلاكه وهلاك جميع أشياعه . فعند ذلك يعبد الله ـ عزّوجلّ ـ ولا يشرك به شيئاً ، ويملك أمير المؤمنين عليهالسلام أربعاً وأربعين
ألف سنة حتى يلد للرجل من شيعة