اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ آدَمَ صِفْوَةِ اللهِ .
قد عَلِمَ أولوا الألباب إنّ السلام تحية الإسلام(١) ، وإنّ التسليم مطيّة التعظيم والتكريم ، وقد ورد عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال : (ابدؤا بالسلام قبل الكلام ، فمن بدأ بالكلام قبل السلام فلا تُجيبوه)(٢) .
وعن عليّ عليهالسلام قال : (لا تَغْضَبُوا ولا تُغْضَبُوا ، أفشُوا السلام وأطيبُوا الكلامَ وَصَلّوا باللّيل والناسُ نيام تَدْخُلُوا الجنّةَ بسلامٍ)(٣) .
________________________
١ ـ ولذا نرى الشريعة المقدّسة قد أكّدت على إفشاء السلام ونشره في الأوساط ومدحت المبتدأ به ووعدته بالثواب الجزيل ، وجعلت ردّ السلام واجباً كفائيّاً . وهذا ما نطق به القرآن الكريم في سورة النساء آية (٨٦) ، والسنّة الشريفة أيضاً ومَن أراد أنْ يقف على الروايات التي تتطرّق للسلام عليه بمراجعة أصول الكافي ج ٢ ، ص ٦٣٨ ـ باب التسليم .
٢ ـ أُصول الكافي للكليني ج ٢ ، ص ٦٣٨ .
٣ ـ وهذا نصّ الرواية المذكورة في الكافي ج ٢ ص ٦٣٨ ، ح ٧ ط الأسوة ، (عن جعفر بن محمّد الأشعري ، عن ابن القدّاح عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إذا سَلّم أحَدُكُمْ فليَجهر بسلامه لا يقول : سلّمتُ فَلَم يَردُّوا عليَّ ، ولعلّهُ يكونُ قد سلَّمَ ولمْ يسمعُهم ، فإذا رَدَّ أحدُكم فليجهر بردِّهِ ولا يقُولُ المُسلِّمُ : سلّمتُ فلم يردّوا عليَّ ، ثمّ قال : كان عليّ يقول : لا تَغْضَبُوا ولا تُغضَبوا افشوا السلامَ وأطيبوا الكلام وصَلّوا بالليل والناس نيام تَدْخلوا الجنّة بسلام ، ثمّ تلا عليهالسلام قول الله عزّوجلّ : ( السَّلَامُ المُؤمِنُ المُهَيمِنُ ) .