وعن الباقر عليهالسلام قال : (إنّ الله يحبُّ إفشاء السلام)(١) .
وعن الصادق عليهالسلام قال : (البادي بالسلام أولى بالله ورسوله)(٢) ، إلى غير ذلك ممّا لا يحصىٰ(٣) . فإن قال قائلٌ : أوليسَ حياةُ المُسلَّمِ عليه وحضوره وقربه شروطاً لصحّة التسليم ، فما معناه في هذه الزيارات ؟
قلتُ : بلى ، والكلّ متحقّق بالنسبة إلى آل الله(٤) المعصومين ، فإنّهم أحياءٌ عند ربّهم(٥) في بساط القرب وعرش القُدس يرزقون بموائد العلم والمعرفة فيُطعمون بألوان أطعمة الروحانيّين ، ويسقون من كأس المقرّبين ، يروْن مقام شيعتهم ، ويسمعون كلامهم ، ويردّون سلامهم كما في الزيارة الرضوية عليهالسلام(٦) .
________________________
١ ـ أصول الكافي : ج ٢ ، ص ٦٣٨ ، ح ٥ .
٢ ـ نفس المصدر : ص ٦٣٩ ، ح ٨ .
٣ ـ روى الكليني رحمهالله في الكافي ج ٢ ، ص ٤٧٢ ، ح ١٢ ، ط المكتبة الإسلامية عن هارون بن خارجة عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : (مِنَ التواضع أنْ تُسلّم على مَنْ لقيتَ) .
وأيضاً روى الطبرسي رحمهالله في مجمع البيان ج ٣ ، ص ١٠٨ ـ ط بيروت عن مالك بن التيهان قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : (مَن قال السلامُ عليكم كُتبَ له عشر حسنات ، ومَن قال السلامُ عليكم ورحمة الله كُتِبَ له عشرون حسنة ، ومَن قال السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته كُتِبَ له ثلاثون حسنة) .
٤ ـ هذه العبارة (آلُ الله) وردت في زيارة الإمام الحسين عليهالسلام في النصف من رجب ، راجع مفاتيح الجنان ص ٥٣٧ .
٥ ـ هذه إشارة إلى قوله تعالى في سورة آل عمران آية (١٦٩) : (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) .
٦ ـ وهي إحدى زيارات الإمام الرضا عليهالسلام التي لم يذكرها الشيخ عبّاس القمّي في