وبسنده عنه عليهالسلام أيضاً قال : (يمصّون الصماء * ويدعون النّهر العظيم ، قيل له : ومَن النهر العظيم ؟ قال : رسول الله صلىاللهعليهوآله والعلم الذي أتاه الله ، أنّ الله جمع لمحمّدٍ صلىاللهعليهوآله سنن النبيّين من آدم هلّم جرّا إلى محمّد ، قيل له : وما تلك السنن ؟ قال : علم النبيّين بأسره ، وأنّ الله جمع لمحمّدٍ صلىاللهعليهوآله علم النبيّين بأسره ، وأنّ رسول الله صيّر ذلك كلّه عند أمير المؤمنين عليهالسلام فقال له الرجل : يابن رسول الله فأمير المؤمنين أعلم أو بعض النبيّين ؟ فقال عليهالسلام(١) : اسمعوا ما نقول : إنّ الله يفتح مسامع مَنْ يشاء ، أنّي حدّثتُ أنّ الله جمع لمحمّدٍ صلىاللهعليهوآله علم النبيّين ، وأنّه جعل ذلك كلّه عند أمير المؤمنين ، وهو يسألني هو أعلم أم بعض النبيّين)(٢) .
وبسنده أيضاً عن أبي الحسن الأوّل عليهالسلام قال : قلتُ له : جعلت فداك النبيّ صلىاللهعليهوآله ورث علم النبيّين كلّهم عليهمالسلام ؟
قال لي : نعم . قلت : من لدن آدم إلى أن انتهى إلى نفسه ؟ قال : نعم . قلت : ورثهم النبوّة وما كان في آبائهم من النبوّة والعلم ؟ قال : ما بعث الله نبيّاً إلّا وقد كان محمّد صلىاللهعليهوآله أعلم منه . قال : قلتُ : إنّ عيسى بن مريم كان يُحيي الموتىٰ بإذن الله . قال : صدقت . وسليمان بن داود كان يفهم كلام الطير . قال ؛ وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله يقدر على هذه المنازل(٣) .
________________________
* ـ في مصدر الرواية (الثماد) بدل (الصماء) والثماد هو الماء الذي لا مادّة له .
١ ـ في المصدر (فقال أبو جعفر عليهالسلام) بدل من (فقال عليهالسلام) .
٢ ـ بصائر الدرجات : ص ١١٧ ، ح ١٢ .
٣ ـ الشارح رحمهالله ما نقل الرواية
بتمامها وإنّما ذكر صدرها وذيلها . ونحن نذكر المقطع الذي لم يذكره : (على هذه المنازل فقال : إنّ سليمان بن داود قال للهدهد حين
فقده وشكّ في أمره مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين وكانت المردة والريح
والنمل